"المزمل" كلمة وردت في القرآن الكريم ما المقصود بها؟
قراءة القرآن مرتبطة دائمًا بالتدبر والفهم، وإزالة الحاجز الذي يحول بين بعض الناس والتدبر الصحيح للقرآن الكريم، وبيان الوسائل الصحيحة التي يسير عليها المسلم لفهم القرآن فهمًا صحيحًا، يحميه من القول على الله بغير علم.
وإذا كان تعلم العلم هو أفضل الأعمال وأحبها، وأشرفها وأرفعها، فأعلى درجات العلم هو معرفة كلام الله وفهمه؛ لأن شرف العلم من شرف المعلوم، وكتاب الله أشرف شيء في الوجود، فتعلمه أشرف شيء وارفعه.
سورة "المزمل" هي احدي سور القرآن الكريم وفيها خاطب الله تعالى رسوله من خلال الآيات الكريمة، قال الله تعالي: "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا "
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير المزمل: قال ابن عباس والضحاك والسدي: يا أيها المزمل، يعني يا أيها النائم. وقال قتادة: المزمل في ثيابه. وقال إبراهيم النخعي: نزلت وهو متزمل بقطيفة، وقال شبيب بن بشر: عن عكرمة عن ابن عباس يا أيها المزمل قال: يا محمد زملت القرآن.
وقال الطبري رحمه الله: يعني بقوله: يا أيها المزمل هو الملتف بثيابه، وإنما عنى بذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم. واختلف أهل التأويل في المعنى الذي وصف الله به نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية من التزمل، فقال بعضهم: وصفه بأنه متزمل في ثيابه، متأهب للصلاة. وقال آخرون: وصفه بأنه متزمل النبوة والرسالة. قال أبو جعفر: والذي هو أولى القولين بتأويل ذلك، ما قاله قتادة ـ يعني الملتف بثيابه ـ لأنه قد عقبه بقوله: قم الليل، فكان ذلك بياناً عن أن وصفه بالتزمل بالثياب للصلاة، وأن ذلك هو أظهر معنييه.
وقيل ان هناك سببان لنزول السورة وهما:
السبب الأول أن اجتمعت قريش في دار الندوة تدبر المكائد للنبي عليه الصلاة والسلام وبلغ ذلك الأمر إلي رسول الله وأصابه الغم والتف بثيابه ونام مهموما، فجاءه جبريل عليه السلام بكلمات من الله وهي يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا.
السبب الثاني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قبل البعثة بثلاثة سنوات يتعبد في غار حراء، حيث كان يظل شهرا كاملا من كل سنة داخل غار حراء يتعبد فيه وهو شهر رمضان ويفكر فيما عليه قومه من شرك بالله حائرا ماذا يفعل لكي يخرجهم من ظلمات الكفر.
وكان الله يعده من خلال تلك الخلوة مع نفسه والتفكر في أمور الكون لنزول الوحي عليه، وبعد نزول الوحي عليه المرة ظل يرتجف ثم أنطلق إلى أهله قائلا زملوني .. دثروني ، وبعد أن تزمل بالثياب جاءه جبريل بكلمات من الله وهي"يا أيها المزمل".
مصادر/
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/53605/
Content created and supplied by: [email protected] (via Opera News )
تعليقات