لا تزال الحضارة الغربية تلقي علينا بمخلفات فكرية، وسوء أدب، وقلة تقدير، فبينما سيغضب الإنجليز إن مسست ملكتهم بالحديث، فإنهم يدافعون عن الاساءة المنحطة للنبي الكريم صلى ﷲ عليه وسلم.
وتستمر حالة خلط المعايير، وانعدام الصدق مع النفس، فبينما لا يستطيع مدرس إنجليزي واحد عرض وجهة نظر عن الهولوكست مثلا تخالف الرواية اليهودية له، والا طاردته كل وسائل الإعلام والصحف شرقا وغربا، فلا يزال الغربيين يرون أنه من حقهم الإساءة لمقام شخص يتبعه نحو مليارين من البشر في جميع أنحاء الأرض.
عريضة:
انبري الإنجليز لكتابة عريضة للدفاع عن ما يسمونه حق مدرس في عرض رسوم مسيئة للنبي صلى ﷲ عليه وسلم، ووقع عليها حتى الآن أكثر من ٤٤ ألف شخص.
والسؤال الذي يدور في الذهن... ألم يري الإنجليز مشاعر غضب المسلمين العام الماضي ضد نفس التصرفات في فرنسا؟.. ومن قبلها منذ سنوات في الدانمارك.. فلماذا يواصلون استفزاز المسلمين في أعز من يحبهم المسلمين؟.
مظاهرات:
مدرسة باتلي غرامر، بمنطقة ويست يوركشاير التي شهدت الواقعة، كانت قد علّقت عمل المدرس، إثر تظاهرات نُظمت خارج المدرسة طالبت بفصل المدرس نهائيا، متهمين المدرسة بعدم التعامل بجدية مع الواقعة.
وتقول العريضة المدافعة عن المدرس والتي تنتشر عبر الإنترنت بإشراف بعض من الطلاب الذين يقولون أنهم تلاميذ في المدرسة إن المدرس "لا يستحق مثل هذه العواقب الكبيرة"، وأنه يجب أن يعود إلى مزاولة عمله.
الأزهر معلقا:
من جانبه، اصدر مرصد الأزهر الشريف بيانا استنكر فيه هذا الفعل ووصفه بالفعل المشين وخطاب للكراهية واستفزاز غير مبرر لمشاعر ما يقرب من ملياري مسلم حول العالم.
واضاف المرصد أنه لايزال البعض يجدون فرصة للانزواء خلف براثن الحقد وتيارات الكراهية المتحزبة رافضين مبدأ قبول الآخر، وأنه من المشين حقا استفزاز مشاعر الآخر تحت ذريعة حرية التعبير عن الرأي.
كما عبر المرصد عن عميق أسفه ورفضه التام لتكرار هذه الحوادث التي باتت تجسيدا واضحا لخلل جسيم في تلك المجتمعات، فإنه يدعو المؤسسات المعنية أن تتخذ كامل إجراءاتها لمجابهة تلك الظواهر المسيئة للرموز المقدسة، كما يطالب من جديد بسن تشريعات جديدة تعاقب المتسببين في تلك الفتن والمؤججين لها بدافع حرية التعبير، لا سيّما وقد بتنا في أمس الحاجة إلى الاحترام المتبادل بين أصحاب الديانات المختلفة وإرساء مبدأ الأخوة بدلا عن العداوة والبغضاء، مؤكدا على أن إيقاف المتسبب عن المشكلة عن العمل ليس هو الحل الناجع بل يجب أن يتعدى العلاج إلى سن تشريعات جديدة تضمن للجميع حقوقهم وتقينا شر المزيد من مثل تلك الحوادث البغيضة.
---مصادر:
*هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي عربي":
https://www.bbc.com/arabic/world-56553044
*مرصد الأزهر الشريف:
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=5527352750638665&id=1082076385166346
Content created and supplied by: محمدعلام14 (via Opera News )
تعليقات