مما لا شك فيه أننا جميعاً نحن المسلمون يراودنا سؤال كيف يقبض ملك الموت أرواح الكثير من الناس في وقت واحد، لكننا لا نتوصل إلى إجابة، لذلك في هذا المقال أعرض لكم كيف يقبض ملك الموت أرواح الكثير من الناس في وقت واحد، كما وضحته دار الإفتاء المصرية :
فقد أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها كيف يقبض ملك الموت أرواح الكثير من الأشخاص فى وقت واحد رغم اختلاف أماكنهم واختلاف بلدانهم ؟ قائلة: الموت فى اللغة: ضد الحياة، فيقال: مات يموت فهو ميت وميت ضد حى، والموت فى الاصطلاح: مفارقة الروح للجسد، وتابعت دار الإفتاء المصرية أن الذي يتوفى الناس على الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى: "قل يا أيها الناس أن كنتم فى شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم" ويقول تعالى: "والله خلقكم ثم يتوفاكم"، فأسند التوفى إليه سبحانه، ثم خلق الله ملك الموت وجعله الملك الموكل بقبض الأرواح، يقول الله تعالى: "قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون".
وقد خلق الله سبحانه وتعالى أعوانا لملك الموت فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم :" حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون"، ويقول الله تعالى: "فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم" ويقول الحق سبحانه وتعالى:" ولو ترى إذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم" ، وأخرج عبد الرزاق، وأحمد فى "الزهد"، وابن جرير، وابن المنذر، وأبو الشيخ في "العظمة"، وأبو نعيم فى "الحلية" عن مجاهد قال: "جعلت الأرض لملك الموت مثل الطست يتناول من حيث شاء، وجعل له أعوان يتوفون الأنفس ثم يقبضها منهم".
وتابعت دار الإفتاء المصرية وأخرج ابن جرير، وأبو الشيخ عن الربيع بن أنس: "أنه سئل عن ملك الموت: هل هو وحده الذي يقبض الأرواح؟ قال: هو الذى يلى أمر الأرواح، وله أعوان على ذلك، غير أن ملك الموت هو الرئيس، وكل خطوة منه من المشرق إلى المغرب"،وقال الإمام الطبرى فى تفسيره لقوله تعالى: "توفته رسلنا": "فإن قال قائل: أو ليس الذى يقبض الأرواح ملك الموت، فكيف قيل: "توفته رسلنا" ، "والرسل" جملة وهو واحد؟ أو ليس قد قال: "قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون"؟!! قيل: جائز أن يكون الله سبحانه وتعالى أعان ملك الموت بأعوان من عنده، فيتولون ذلك بأمر ملك الموت، فيكون التوفى مضافا.
وإن كان ذلك من فعل أعوان ملك الموت إلى ملك الموت؛ إذ كان فعلهم ما فعلوا من ذلك بأمره، كما يضاف قتل من قتل أعوان السلطان وجلد من جلدوه بأمر السلطان إلى السلطان، وإن لم يكن السلطان باشر ذلك بنفسه، ولا وليه بيده، وقد تأول ذلك كذلك جماعة من أهل التأويل كابن عباس، وقتادة، ومجاهد، والربيع بن أنس".
قال القرطبي: "قوله تعالى: "توفته رسلنا" المراد: أعوان ملك الموت، قاله ابن عباس وغيره، ويروى أنهم يسلون الروح من الجسد حتى إذا كان عند قبضها قبضها ملك الموت. وقال الكلبى: يقبض ملك الموت الروح من الجسد ثم يسلمها إلى ملائكة الرحمة أن كان مؤمنا أو إلى ملائكة العذاب أن كان كافرا،والتوفى تارة يضاف إلى ملك الموت، كما قال: "قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون" ، وتارة إلى الملائكة لأنهم يتولون ذلك، كما فى هذه الآية وغيرها. وتارة إلى الله وهو المتوفى على الحقيقة، كما قال: "الله يتوفى الأنفس حين موتها"،" قل الله يحييكم ثم يميتكم"، فكل مأمور من الملائكة فإنما يفعل ما أمر به".
وجاء في تفسير الوسيط لطنطاوي :
قال الجمل: فإن قلت: إن هناك آية تقول: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وثانية تقول: قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ والتي معنا تقول تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا فكيف الجمع بين هذه الآيات، فالجواب على ذلك أن المتوفى في الحقيقة هو الله، فإذا حضر أجل العبد أمر الله ملك الموت بقبض روحه، ولملك الموت أعوان من الملائكة فيأمرهم بنزع روح ذلك العبد من جسده، فإذا وصلت إلى الحلقوم تولى قبضها ملك الموت نفسه، وقيل المراد من قوله تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا ملك الموت وحده وإنما ذكر بلفظ الجمع تعظيما له. وقال ابن عباس "توفته رسلنا" أى أعوان ملك الموت.
وجاء في تفسير البغوي :
"قل يتوفاكم ملك الموت " ، وقيل الأعوان يتوفون بأمر ملك الموت ، فكأن ملك الموت توفاه لأنهم يصدرون عن أمره ، وقيل : أراد بالرسل ملك الموت وحده ، فذكر الواحد بلفظ الجمع ، وجاء في الأخبار : أن الله تعالى جعل الدنيا بين يدي ملك الموت كالمائدة الصغيرة فيقبض من هاهنا ومن هاهنا فإذا كثرت الأرواح يدعو الأرواح فتجيب له ، " وهم لا يفرطون" أي لا يقصرون .
وجاء في تفسير ابن كثير :
لملك الموت أعوان من الملائكة ، يخرجون الروح من الجسد ، فيقبضها ملك الموت إذا انتهت إلى الحلقوم وسيأتي عند قوله تعالى : "يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة" [ إبراهيم : 27 ] ، الأحاديث المتعلقة بذلك ، الشاهدة لهذا المروي عن ابن عباس وغيره بالصحة .
وبناء على ما سبق ذكره : فإن ملك الموت موكل بقبض الأرواح وله أعوان كما سبق بيانه، فلا يصعب حينئذ تصور قبضه لأرواح متعددة فى زمن واحد بواسطة أولئك الأعوان من الملائكة
المصدر :
Content created and supplied by: أسراءأحمد (via Opera News )
تعليقات
أسراءأحمد
02-18 12:03:06رقوثوثمثمكث
أسراءأحمد
02-18 12:01:49ووبنبَبم
أسراءأحمد
02-18 12:03:06رنثمثمثك