القرآن الكريم هو نور يضيء دربنا في الدنيا، وبه ترتفع درجاتنا بالآخرة، لما في قراءته من الأجر العظيم عند الرحمن، هذا بالإضافة إلى ما يعود على المسلم من صفاء الذهن، ونقاء السريرة، خاصة عند المداومة على مطالعته تأملًا، وحفظًا، وتدبرًا.
هذا بالإضافة إلى ما يضفيه على العبد من طمأنينة القلب، حيث قال تعالى-:«الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، كما تضفي قراءة القران الكريم قوة في اللغة، لما في آيات القرآن من بلاغة محكمة، وبيان عذب، ولغة قوية، تقوى بذلك لغة قارئه ومن يداوم عليه، وتثرى مفرداته.
وفي سياق متصل يتعلق بقراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه، فأحياناً ما تقابلنا مصطلحات تبدو مبهمة بالنسبة لنا او غير مفهومة، ولذلك يجب أن نسعى للتعرف على كامل معاني القرآن الكريم، خاصة تلك المبهمة منها، ومن هذه المصطلحات التي قد تقابلنا ولا ندرك معناها مصطلح "أولي الإربة".
والذي جاء بالإشارة للرجال في قوله تعالى :{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَال}
فما هي الإربة وما هو المقصود بـ أولي الإربة من الرجال؟
أولاً تأتي كلمة الإربة، في اللغة العربية بكسر الهمزة بمعنى الحاجة، ويقصد بها في الآية الكريمة حاجة الزواج، وبذلك أولي الإربة من الرجال معناها الرجال ممن هم في حاجة للزواج.
وبالتالي فإن المقصود بقوله عز وجل "غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَال" أي الرجال ممن ليسوا في حاجة للنكاح، ممن لا يكترثون بالنساء أو تذهب شهوتهم إليهن، وقيل أيضاً أنه الأحمق وقيل الشيخ الكبير الطاعن في السن وقيل المخنث، وجميع المعاني هنا حتى وإن كانت مختلفة فكلها متقاربة المعنى، وبذلك فإن المعنى يجتمع فيمن لا فهم له ولا همة تجعله ينتبه إلى أمر النساء.
Content created and supplied by: AhmedSayed70 (via Opera News )
تعليقات