هم الرعيل الأول الذي نشأ وتربى مع خير خلق الله، مع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، صحابته، ورفقائه، والذين صبروا على الأذى، ولاقوا وعانوا لنشر دين الله في ربوع الأرض، هم الذين اصطفاهم الله عز وجل ليكونوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه لا يمكن أن يمسه جرح فالله تعالى قد عرف بواطنهم و سرائرهم وطهرهم ونجاهم من كل سوء، ولابد للمسلم أن يكون عالما بحال الصحابة رضوان الله عليهم فقد كانوا أول من تلقى آيات القرآن الكريم وهي تتنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حفظوا كتاب الله وعملوا به، وكذلك نقلوا إلينا سنة رسوله بعد وفاته.
قصص الصحابة تجدها في كتاب رجال حول الرسول، وفي كتب عديدة موثقة تحكي العديد من المواقف الحياتية لهم، وسنتحدث اليوم عن واحد من الصحابة الذى اختبأ وخجل من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ارتكابه لمعصية، وبطل قصة اليوم هو صحابي جليل عمل في خدمة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الصحابي ثعلبة بن عبد الرحمن.
ذات يوم بعث الرسول صلى الله عليه ثعلبة بن عبدالرحمن فى أمر وهو فى الطريق مر بباب رجل من الأنصار ورأى امرأة تغتسل فأطال النظر إليها، لكن إذا بثعلبة خيم عليه الخوف من أن ينزل الوحى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن من شدة خوفه لم يرجع إلى الرسول ولكن ذهب مختبئا بين الجبال حتى لا يراه الرسول ومكث فى تلك الجبال التي بين مكة والمدينة أربعين يوما.
خجل الصحابي الجليل جعل رسول الله إلى سيدنا محمد وهو سيدنا جبريل الذي نزل على الرسول الكريم وقال له يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول إن الهارب من امتك بين هذه الجبال، فقال صلى الله عليه وسلم يا عمر ويا سلمان انطلقا فأتيانى بثعلبة، فإذا كان جوف الليل خرج ثعلبة بين الجبال واضعا يده فوق رأسه وهو يقول ياليتك قبضت روحي في الأرواح وجسدي في الأجساد ولم تجردني لفصل القضاء، فأسرع إليه عمر فاحتضنه وقال له أنا عمر بن الخطاب.
وبعدما احتضن سيدنا عمر بن الخطاب الصحابي ثعلبة، قال لسيدنا عمر: يا عمر هل علم رسول الله بذنبي؟ قال عمر لا علم لى إلا إنه ذكرك بالأمس فبكى، قال يا عمر لا تدخلني عليه إلا وهو يصلي ، وأقبل به عمر وسلمان إلى المدينة وكان رسول الله يصلى، فلما سمع ثعلبة قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقط مغشيا عليه، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وآفاق ثعلبة، فنظر إليه الرسول وقال ما غيبك عنى ، قال ذنبي يا رسول الله.
فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم للصحابي الجليل ألا أدلك على آية تكفر الذنوب والخطايا ، قال بلى يارسول الله قال قل " اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، فقال ذنبى عظيم يارسول الله، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن كلام الله أعظم ، فإن الله يغفر الذنوب جميعا.
بعد ذلك عاد ثعلبة إلى منزله، ومرض مرضًا شديدًا، حتى زاره الرسول في منزله، وبكى الرجل، فوضع النبي رأسه على فخذه الشريف، وقال الصحابي لرسول الله إنه يأمل في رحمة الله وعفوه، بعد ذلك شعر الصحابي بتعب، وقال للنبي محمد "أني أشعر بدبيب كدبيب النمل يدب بين لحمي وعظمي" فأخبره النبي إنه سيموت، ولقنه الشهادة ثم مات الصحابي الجليل، وفي جنازته مشى النبي -صلى الله عليه وسلم- في جنازته على أطراف أصابعه بسبب كثرة الملائكة التي كانت بالجنازة.
المصدر
صدى البلد من هنا
Content created and supplied by: محمدوازن (via Opera News )
تعليقات
GUEST_21P5dWD4V
02-08 12:09:49اروع ما قرات
AmrElhini
02-08 17:36:14وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين... صدق الله العظيم