شرع الله -سبحانه تعالى- سجود السَّهو؛ جَبرًا لِما قد يقع فيه المُصلّي من الخطأ في الصلاة؛ سهوًا، أو نسيانًا، فسجود السَّهو يَسُدُّ الخلل الحاصل، ويجبره، فينال العبد بذلك رضا الله -تعالى-، بإتمام الصلاة دون تقصيرٍ، فالخطأ من طبيعة النفس البشريّة، وقد سها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في صلاته.
وفي هذا السياق، قال الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن "صلاة السُنة فى شأنها يختلف عن شأن الفريضة، فنحن نسجد للسهو حينما نقصر فى الفريضة فلا مانع من أن نسجد للسهو فى السُنة مع العلم أن شأن السُنة مختلف عن شأن الفريضة من حيث شروط الصلاة ومن حيث اعتبار هذه الشروط وتنفيذها وإيقاعها".
سجود السهو في النافلة كالفريضة من حيث الحكم، فإذا سها المسلم في النافلة سهوًا يقتضي سجود السهو فإنه يفعل ذلك كما في الفريضة، فلو مثلًا نسي ركعة كاملة من الركعات وقام فإنه يرجع ويأتي بالركعة، ثم يسجد للسهو قبل أن يسلم ثم يسلم؛ لأن حكم سجود السهو كحكم الفريضة في هذا الباب.
وقد اختلف الفقهاء في محل سجود السهو هل يكون قبل السلام أم بعده؟ فرأى الإمام أبي حنيفة أن سجود السهو الأَوْلَى فعله بعد السلام مطلقًا في الزيادة والنقصان، واشترطوا النية له، حيث اعتبروه صلاة لابد فيها من تحقُّق النية، وقياسا على اشتراط النية في سجود الشكر، وسجود التلاوة.
بينما رأى الإمام مالك أنه إذا كان السهو لنقص فالأَولى فعله قبل السلام، وإن كان لزيادة فالأولى فعله بعد السلام، أما فيما يتعلق بالنية، فلا حاجة لها إن كان سجود السهو قبل السلام، حيث تكفي نية الصلاة باعتباره جزءًا منها، إما إن كان بعد الصلاة فلابد من النية، لأنه خرج عن الصلاة.
وعند الإمام الشافعي الأَوْلَى فعل سجود السهو قبل السلام وبعد التشهُّد مهما اختلف سببه في الزيادة والنقصان، وتلزم نية له، لكلٍّ من الإمام والمنفرد على حد سواء، أما المأموم فلا يحتاج إلى النية، اكتفاءً بنية إمامه، ومحل النية هو القلب.
يتلخص مبحث سجود السهو أنه سجدتان يَسجُدهما المصلِّي قبل السلام أو بعده لجبر خلل في صلاته. لا يُعتَبَر السهو دليلًا على الإعراض في الصلاة؛ لأنه من مُقتَضَى الطبيعة البشريَّة، وأن سيِّد الخاشعين والعابدين - صلَّى الله عليْه وسلَّم - سَهَا في صلاته. وأسبابه ثلاثة هي: الزيادة، والنقص، والشك.
وهناك 4 أمور بها يستطيع الإنسان التخلص من مشكلة السهو والنسيان في الصلاة، أولها استحضار عظمة الله سبحانه وتعالى في الصلاة وثانيًا أن يُحاول المُصلي التركيز فيها، وثالثًا عدم الانشغال بشواغل الدنيا، إذا ما دخل في الصلاة، ورابعًا بأن يُقبل على الله سبحانه وتعالى.
https://www.elbalad.news/4034508
https://www.elbalad.news/4522948#:~:text=%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%84%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%87%D8%A7%D8%A1%20%D9%81%D9%8A%20%D9%85%D8%AD%D9%84%20%D8%B3%D8%AC%D9%88%D8%AF,%D9%81%D9%8A%20%D8%B3%D8%AC%D9%88%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%83%D8%B1%D8%8C%20%D9%88%D8%B3%D8%AC%D9%88%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%A9.
Content created and supplied by: lareine787 (via Opera News )
تعليقات