هو الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو التيمي رضي الله عنه ، وأحد العشرة المبشرين بالجنَّة، ولد سنة 26 قبل الهجرة، وتزوج الصحابي الجليل من أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وأنجب منها يوسف وزكريا وموسى بن طلحة، وتزوج كذلك حمنة بنت جحش، أخت زينب بنت جحش زوج النبي محمد، وأبناؤه منها محمد السجاد وعمران وأم اسحاق، وتزوج أيضا سُعدى بنت عوف بن خارجة وأبناؤه منها يحيى وعيسى بن طلحة.
ولإسلام طلحة قصة، فكان ذات مرة مسافرًا للتجارة لأرض بصرى، وهناك التقى راهبًا وأخبره أن الله سيبعث نبيا وهذا النبي سيخرج من مكة، وأن الأنبياء أنبأت عن هذا النبي، فكان طلحة في شوق لظهور هذا النبي، وبعد أن عاد من تجارته علم أن عمه تبع النبي محمد، فقال: عمي أبوبكر ومحمد يجتمعان على شيء واحد أكيد هو ليس بضلال، فأنا أعرفهما جيدا ولم أرَ منهما ولا كذبة واحدة، أفيكذبان على الله؟!! فأسرع طلحة بن عبيد الله لهما وأعلن إسلامه وكان من السابقين في الإسلام، وهاجر إلى المدينة المنورة مع المهاجرين المسلمين، وعُرف عنه الجود والكرم، وكان ينفق ثروته كلها على المسلمين وفي سبيل الله.
كناه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، بأسماء عدة؛ ففي معركة أحد كناه النبي محمد صلى الله عليه وسلم بـ"طلحة الخير"، وفي غزوة ذي العشيرة كناه بـ"طلحة الفياض"، وفي غزوة خيبر كناه بـ"طلحة الجود"، لإكثاره من الإنفاق في سبيل الله، بينما أطلقت عليه قريش "أسد قريش" نظرًا لقوته الشديدة وشجاعته، وهي نفسها الشجاعة التي عُرف بها في كل الغزوات التي خاضها مع النبي، عدا غزوة بدر، لأن الرسول وقتها بعث به في مهمة أخرى مع سعيد بن زيد ليعرفوا أخبار قريش، فكان مجاهدا دائما في أول الصفوف، كذلك كان طلحة من سادة ووجهاء
وروى الصحابي الجليل طلحة ابن عبيد الله، عِدَّة أحاديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو من السَّابقين الأوَّلين إلى الإسلام، دعاه سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى الإسلام، فأخذه ودخل به على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فلما أسلم هو وأبو بكر، أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية، فقرنهما في حبل واحدٍ حين بلغه إسلامُهُما، فلذلك كان أبو بكر وطلحة يسميان "القرينين".
ولما أسلم طلحة والزبير رضي الله عنهما، آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينهما بمكة قبل الهجرة، فلما هاجر المسلمون إلى المدينة آخى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بين طلحة، وبين أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنهما، واتُّفق أنه غاب عن غزوة بدر فقد كان في تجارة له بالشام، وتألَّم لغيبته، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه، وأجره، وكان لسيدنا طلحة ابن عبيد الله موقف مشهود ينُمُّ عن إيثاره الشديد، وافتدائه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والتضحية من أجله، فكانت يده شلَّاء بسبب وقايته لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غزوة أُحُد، وقيل في ذلك:
وطلحةُ يوم الشِّعْبِ آسَى محمدًا لدى ساعة ضاقت عليه وسُدَّتِ
وَقَاهُ بِكَفَّيْهِ الرماحَ فقُطِّعَتْ أصابعُه تحت الرماح فَشُلَّتِ
وكان إمامَ الناسِ بعد محمَّدٍ أقَرَّ رَحا الإسلامِ حتى استقرَّتِ.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيدٍ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ" رواه الترمذي،وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حِراء هُو، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليٌّ، وطلحة، والزبير رضي الله عنهم، فتحرَّكت الصَّخرة، فقال رسول الله:" اهْدَأْ، فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَوْ شَهِيدٌ" رواه مسلم، وكان طلحة ابن عبيدة الله، أحد أصحاب الشورى الذين استخلفهم أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه عند وفاته لاختيار خليفة له، واشتهر سيدنا طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه بسخائه الشديد؛ فكان يؤرِّقه وجود المال بين يديه دون أن ينفع به المسلمين، فقد روي عن قبيصة بن جابر رضي الله عنه، قال: "صحبت طلحة، فما رأيت أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه".
ورُوي أنه أتاه مال من حضرموت بلغ سبعمائة ألف، فبات ليلته يتململ، فقالت له زوجته: ما لك؟، فقال: تفكرت منذ الليلة، فقلت: ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته؟، قالت: فأين أنت عن بعض أخلائك؟ فإذا أصبحت، فادع بجفان وقصاع، فقسِّمْه، فقال لها: رحمك الله، إنك موفقة بنت موفق، فلما أصبح، دعا بِجِفانٍ، فقسمها بين المهاجرين والأنصار، فبعث إلى علي منها بجفنة، فقالت له زوجته: أبا محمد !! أما كان لنا في هذا المال من نصيب؟، قال: فأين كنت منذ اليوم؟ فشأنك بما بقى، قالت: فكانت صرة فيها نحو ألف درهم، وكان لا يَدَعُ أحدًا من بني تيم عائلًا إلا كَفاه، وقضى دينه، ولقد كان يرسل إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إذا جاءت غلته كل سنة بعشرة آلاف.
وكان قتله في سنة ست وثلاثين، وهو ابن ثنتين وستين سنة أو نحوها، في موقعة الجمل، وقبره بظاهر البصرة، ورُوي أن عليًّا ابن أبي طالب رضي الله عنه، انتهى إلى طلحة وقد مات، فنزل عن دابَّته، وأجلسه، ومسح الغبار عن وجهه ولحيته، وهو يترحَّم عليه، وقال: "ليتني مِتُّ قبل هذا اليوم بعشرين سنة"، استشهد يوم موقعة الجمل سنة 36 هجريا، عن عمر لم يتجاوز 58 عامًا، وعن جدته سُعْدَى بنت عوف رضي الله عنها، قالت: قتل طلحة وفي يد خازنه ألف ألف درهم، ومئتا ألف درهم، وقومت أصوله وعقاره بثلاثين ألف ألف درهم، وله في "مسند بقي بن مخلد" بالمكرَّر: ثمانية وثلاثون حديثًا.
له حديثان متفق عليهما، وانفرد له البخاري بحديثين، ومسلم بثلاثة أحاديث، حَدَّثَ عنه: بنوه يحيى وموسى وعيسى، والسائب بن يزيد، ومالك بن أوس بن الحدثان، وأبو عثمان النهدي، وقيس بن أبي حازم، ومالك بن أبي عامر الأصبحي، والأحنف بن قيس التميمي، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وآخرون رضي الله عنهم، ولطلحة ابن عبيد الله، أولادٌ نُجباء، أفضلهم: محمد السجاد، كان شابًّا، خيَرًّا، عابدًا، قانتًا لله، وُلِدَ في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقُتِلَ يوم الجمل أيضًا، فحزن عليه سيدنا علي وقال: "صرعه بِرُّهُ بأبيه".
إذا أتممت القراءة، فلا تنسى أن تقول لا حولا ولا قوة الا بالله العلي العظيم، عشر مرات، وردد لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا، سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، اللهم صل على سيدنا محمد عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد الحركات والسكون، ولكم اجر الذكر ولي أجر التذكير.
المصدر :
https://www.dar-alifta.org/ar/Viewstatement.aspx?sec=new&ID=5990
Content created and supplied by: أسراءأحمد (via Opera News )
تعليقات
أسراءأحمد
02-13 12:03:33بوبوبويو
أسراءأحمد
02-13 12:03:27ربرثروث
أسراءأحمد
02-13 12:03:35ربرقننقنبنث