هل تعرف من المقصود بالنداء في قوله تعالى "يا أيها المزمل" ولماذا وصف بالمزمل؟!!

لا يخفى على أحد أن القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل على عبده ونبيه الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومما لا شك فيه أن القرآن الكريم يحتوي على كلمات ومعاني نحتاج أن نفهمها ونتدبر معانيها حتى نعرف معناها الصحيح، وبالتالي نتقرب إلى الله عز وجل على الوجه الصحيح، لذلك في هذا المقال أعرفكم بمن المقصود بالنداء في قوله تعالى "يا أيها المزمل" ولماذا وصف بالمزمل :

جاء في تفسير القرطبي :

قال القرطبي أن سور المزمل في مجملها سبع وعشرون آية، وهي مكية النزول كلها أي نزل كل آياتها في مكة المكرمة وهذا ما قاله الحسن وعكرمة وعطاء وجابر، لكن ابن عباس وقتادة قالوا، أن سورة المزمل كلها مكية إلا آيتين منها مدنية وهي قوله تعالى : "واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرياً جميلا َذرني والمكذبين أولى النعمة ومهلهم قليلاً".

وقال الثعلبي أن قول الله تعالى " إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى إلى آخر السورة" نزل بالمدينة، أما باقي السورة فهي مكية، وأضاف القرطبي أن قوله تعالى : "يا أيها المزمل" هذا خطاب موجه للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال عكرمة : يا أيها المزمل بالنبوة والملتزم للرسالة وعنه أيضا : يا أيها الذي زمل هذا الأمر أي حمله ثم فتر.

وجاء في تفسير الطبري :

"يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ" أي هو الملتفّ بثيابه، والمقصود بذلك نبينا محمد صلى الله عليه، أما لماذا وصف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "بالمزمل" فقد اختلف أهل التأويل في المعنى الذي وصف الله به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الآية من التزمُّل، فقال بعضهم: وصفه بأنه مُتَزمل في ثيابه، متأهب للصلاة، ذكر من قال ذلك: عن قتادة: ( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ) أي المتزمل في ثيابه، وقال آخرون: وصفه بأنه متزمِّل النبوّة والرسالة.

وجاء في تفسير ابن كثير:

عن جابر قال : اجتمعت قريش في دار الندوة فقالوا : سموا هذا الرجل في إشارة منهم إلى نبياً الكريم محمد صلى الله عليه وسلم اسما يجعل الناس يبعدون عنه ، فقالوا : كاهن، فقال الناس : ليس بكاهن، قالوا : مجنون . فقال الناس : ليس بمجنون، قالوا : ساحر ، فقالوا : ليس بساحر ، فتفرق المشركون وكفار قريش على ذلك ، فبلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ، فتزمل في ثيابه وتدثر فيها ، فنزل عليه سيدنا جبريل عليه السلام ، وقال : " يا أيها المزمل " " يا أيها المدثر".

وجاء في تفسير البغوي:

"يا أيها المزمل" سورة مكية، والمزمل هو الملتفف بثوبه، وأصله : المتزمل وأدغمت التاء في الزاي ومثله فصارت "المزمل" ، يقال : تزمل وتدثر بثوبه أي إذا تغطى به، وقال السدي : " يا أيها المزمل" أراد يا أيها النائم قم فصل، وقال العلماء في من المقصود بالخطاب في قوله تعالى" يا أيها المزمل" أن الخطاب موجه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، في أول الوحي قبل تبليغ الرسالة ، ثم خوطب بعد بالنبي والرسول .

وجاء في تفسير السعدى:

"يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ" المزمل: المتغطي بثيابه كالمدثر، وهذا الوصف حدث من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أكرمه الله برسالته، وابتدأه بإنزال وحيه بإرسال سيدنا جبريل عليه السلام إليه، فرأى أمرا لم ير مثله، ولا يقدر على الثبات له إلا المرسلون، فاعتراه في ابتداء ذلك انزعاج حين رأى جبريل عليه السلام، فأتى إلى أهله، فقال: " زملوني زملوني " وهو ترعد فرائصه، ثم جاءه جبريل فقال للنبي محمد صلى الله عليه وسلم " اقرأ " فقال النبي " ما أنا بقارئ " فغطه حتى بلغ منه الجهد، وهو يعالجه على القراءة، فقرأ صلى الله عليه وسلم.

ثم ألقى الله عليه الثبات، وتابع عليه الوحي، حتى بلغ مبلغا ما بلغه أحد من المرسلين، فسبحان الله، ما أعظم التفاوت بين ابتداء نبوته ونهايتها، ولهذا خاطبه عز وجل بهذا الوصف الذي وجده منه في أول أمره لذلك أمره الله تعالى في هذه الآية بالعبادات المتعلقة به، ثم أمره بالصبر على أذية أعدائه ، ثم أمره بالصدع بأمره، وإعلان دعوتهم إلى الله، فأمره هنا بأشرف العبادات، وهي الصلاة، وبآكد الأوقات وأفضلها، وهو قيام الليل.

واختم كلامي ب اسأل الله عز وجل أن تكونوا قد استفدتم من هذا المقال،وأسأل الله العظيم أن ينفعنا بالإسلام ويجعلنا من الذين يخدمونه إنه ولي ذلك والقادر عليه،واللهم ثبت قلوبنا على دينك يا الله، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا الله أستغفرك وأتوب إليك.

إذا أتممت القراءة فردد الآتي ولك أجر الذكر ولي أجر التذكير :

١/رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا.

٢/ سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.

٣/ بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.

٤/ يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.

٥/ الله ربي ولا أشرك به شيئا.

٦/ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.