قال الله تعالى : ( ألم نشرح لك صدرك ( 1 ) ووضعنا عنك وزرك ( 2 ) الذي أنقض ظهرك ( 3 ) ورفعنا لك ذكرك ( 4 ) فإن مع العسر يسرا ( 5 ) إن مع العسر يسرا ( 6 ) فإذا فرغت فانصب ( 7 ) وإلى ربك فارغب ( 8 ) ) .
نزلت سورة الشّرح على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكّة المُكرَّمة، قبل سورة العصر وبعد سورة الضحي، وهي السّورة الثانية عشرة في ترتيب نزولها، وعدد آياتها هو ثماني آيات. وقيل في سبب تسميتها بهذا الاسم ما ذكره ابن كثير عندما سأل النّبي عليه الصّلاة والسّلام الله تعالى أنّه أعطى الأنبياء والرّسل الذين سبقوه العديد من المُعجزات، فنزلت هذه السّورة لتذكّر النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- بنعم الله عليه.
وتتضمن هذه السورة الكريمة نافذة من نوافذ مغفرة الذّنوب، مصداقا لقوله تعالى: {وَوَضَعْنَا عَنكَ وزرَك}، وأنه كلما كان الإنسان قليل الذنوب زادت السعادة في قلبه، وأن التوبة والاستغفار هي وسيلة هذه المغفرة.كما تؤكد أن السعادة تكون بيد الله وحده دون غيره، فهو من يشرح الصّدور، و أن طمأنينة القلوب تكون بالصدر لا العقل، وتكون فقط من عند الله فهو مقلب القلوب ومصرفها، وصلاح القلوب لا يكون إلا بالطّاعة.
وذكر الطبري في تفسيره لهذه السورة أن الله عز وجل يذكر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بإحسانه إليه ، ويحضه على شكره ، على ما أنعم عليه ؛ قائلا ( ألم نشرح لك صدرك ) يا محمد للهدى والإيمان بالله، ( ووضعنا عنك وزرك ) أي غفرنا لك ما سلف من ذنوبك ، وحططنا عنك ثقل أيام الجاهلية التي كنت فيها (الذي أنقض ظهرك ) أيي أثقل ظهرك فأوهنه. وقوله ( ورفعنا لك ذكرك ) أي أنه لا يذكر إلا ذكره لشهادة أنه: لا إله إلا الله ، محمد رسول الله، وفقاً لما ذكره أهل التأويل .
أما عن قوله : ( فإذا فرغت فانصب ) اختلف أهل العلم في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : معناه : فإذا فرغت من صلاتك فانصب إلى ربك في الدعاء ، وسله حاجاتك. وقال آخرون : بل معنى ذلك : ( فإذا فرغت ) من جهاد عدوك ( فانصب ) في عبادة ربك. وقال غيرهم بل معنى ذلك : فإذا فرغت من أمر دنياك ، فانصب في عبادة ربك. وقوله : ( وإلى ربك فارغب ) يحث الله نبيه الكريم أن يجعل رغبته دون من سواه من خلقه.
Content created and supplied by: lareine787 (via Opera News )
تعليقات