الكثير من الناس غير راضين باحوالهم، مهما جمعوا من مال، فهم ساخطون على كل شيء، على أرزاقهم و زوجاتهم و أولادهم، والسخط يزيدهم حقدا وحسدا، وكآبة، و قال تعالى: "فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ*وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ".
و ورد عن الإمام علي بن أبي طالب -رضى الله تعالى عنه- قوله : «ما أبالي بالعسر رميت، أو باليسر، لأن حق الله تعالى في العسر الرضا والصبر، وفي اليسر الحمد والشكر».
و أعلى درجات الرضا هي الرضا بالله ربًا، والرضا بأوامره واجتناب نواهيه، والرضا بالأقدار، و الرضا بالنبيّ محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- رسولًا، ونشر سنته، والدفاع عنها، وآخر درجةٍ هي الرضا بما هو عليه، بوضعه، ومستواه، وصورته، ودخله، وبيته.
و عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- قال: (فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: إنَّ اللهَ تعالى يقولُ: إنِّي إذا ابتليتُ عبدًا من عبادي مؤمنًا، فحمدني على ما ابْتَلَيْتُه، فإنه يقومُ من مَضجعِه ذلك كيوم ولدتْهُ أمُّه من الخطايا، ويقولُ الربُّ عزَّ وجلَّ: أنا قيَّدتُ عبدي، وابتليتُه، فأجروا له كما كنتم تجرون له وهو صحيحٌ).
كما يقول ابن القيم: "وليس الرِّضا والمحبة كالرجاء والخوف؛ فإنَّ الرِّضا والمحبَّة حالان من أحوال أهل الجنَّة لا يفارقان المتلبِّس بهما في الدنيا، ولا في البَرْزخ، ولا في الآخرة، بخلاف الخَوف والرجاء؛ فإنَّهما يفارقان أهل الجنَّة بحصول ما كانوا يرجونه، وأَمْنهم ممَّا كانوا يخافونه، وإن كان رجاؤهم لِما ينالون من كرامته دائمًا، لكنَّه ليس رجاء مشوبًا بشكٍّ؛ بل هو رجاءُ واثِقٍ بوعد صادق مِن حبيب قادر، فهذا لون، ورجاؤهم في الدنيا لون".
و يجب على المسلم أن يرضى بما قدّره الله له دون جزعٍ،أو سخطٍ، أو ضجرٍ، مع القبول بحكم الله في السراء والضراء، وأنّ ما كتبه الله هو الخير، فكان أغلب السلف فقراء، ولم يكن لديهم الكثير من النعم، لكنّهم أسعدوا أنفسهم، بما أتاهم الله من خيرٍ في الطريق الصحيح.
مصادر
https://www.elbalad.news/3998727
Content created and supplied by: AmeraSalah (via Opera News )
تعليقات