لا شك أن صحابة رسول الله خيرُ القرون وصُنَّاع دولة الإسلام، رُفقاء الشدائد والصعاب مع خير الخلق وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم. إنهم الصحابة الكرام، أهل التصديق بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل النصرة والجهاد، وأهل البيعة والمساندة.
ولقد اختارهم ربهم بعناية إلهية بالغة؛ ليحملوا هذا الشرف العظيم صحبة خاتم الأنبياء والمرسلين، اختارهم ليضع في زمنهم بذرة هذا الدين العظيم، واختارهم لحمل راية الإسلام وتأسيس قواعده وإرساء أركانه.
لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدر عظيم، ولبعضهم قدر أعظم ، ولقد روت لنا كتب الحديث والسيرة أن أحد الصحابة الكرام قد حظي بما هو أكثر من ذلك، حيث اختصهم الله سبحانه وتعالى بمزيد فضله فكانت لهم مزية عن غيرهم من الصحابة وحيث أنهم ضربوا اروع الأمثلة في التضحية والشجاعة والإقدام وحبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
إنه الصحابي "عبد الرحمن بن صخر"، الملقب بأبو هريرة رضي الله عنه الذي كناه النبي -صلى الله عليه وسلم- بأبي هريرة، و"هريرة" قطة برية كان قد وجدها عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه، فأشفق عليها واخذها ليربيها ويراعيها فكني بها..
قصة أبو هريرة والشيطان؟
وكّل النبي -صلى الله عليه وسلم - الي الصحابي الجليل أبو هريرة مهمة جمع و حفظ زكاة الفطر، حيث كانت تؤدى قبل يوم العيد، فكان يحرسها ، حتى جاءه رجل يحاول سرقتها .
وفي صحيح البخاري يروي قصة إمساك أبو هريرة للشيطان .. أن أبو هريرة عندما جاءه اللص انتبه له واخذ به وقال له: لأرَفَعَنَّك إِلى رسُول اللَّه ﷺ، فقال الرجل : إِنِّي مُحتَاجٌ، وعليَّ عَيالٌ، وَبِي حاجةٌ شديدَةٌ، فتركه ابو هريرة يمضي إلى سبيله.
وعند الصباح أبو هريرة أخبر النبي- صلى الله عليه وسلم - بحكاية السارق، فسأله قائلًا: يَا أَبا هُريرة، مَا فَعلَ أَسِيرُكَ الْبارِحةَ؟ قُلْتُ: يَا رسُول اللَّهِ شَكَا حَاجَةً وعِيَالًا، فَرحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سبِيلَهُ. فَقَالَ: أَما إِنَّهُ قَدْ كَذَبك وسيعُودُ، يقول أبو هريرة: "فَعرفْتُ أَنَّهُ سيعُودُ لِقَوْلِ رسُولِ اللَّهِ ﷺ فَرصدْتُهُ.
وبالفعل جاء الرجل في اليوم التالي ليأخذ من طعام الزكاة، فامسكه أبو هريرة للمرة الثانية وهدده برفع أمره للرسول صلى الله عليه وسلم، وترجاه الرجل أن يتركه بالحجة ذاتها، أنه محتاج وله عيال فتركه مرة أخرى أبا هريرة.
وعند الصباح قال له الرسول ﷺ: يَا أَبا هُريْرةَ، مَا فَعل أَسِيرُكَ الْبارِحةَ؟ قُلْتُ: يَا رسُول اللَّهِ شَكَا حَاجَةً وَعِيالًا فَرحِمْتُهُ، فَخَلَّيتُ سبِيلَهُ، فَقَال: إِنَّهُ قَدْ كَذَبكَ وسيَعُودُ.
وفي اليوم الثالث جاء الرجل مرة أخرى، فقال له أبو هريرة: لأَرْفَعنَّك إِلى رسولِ اللَّهِ ﷺ، وهذا آخِرُ ثَلاثٍ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ لاَ تَعُودُ، ثُمَّ تَعُودُ، فقال له الرجل: دعْني فَإِنِّي أُعلِّمُكَ كَلِماتٍ ينْفَعُكَ اللَّه بهَا، فسأله أبو هريرة قائلًا: مَا هُنَّ؟ قَالَ: إِذا أَويْتَ إِلى فِراشِكَ فَاقْرأْ آيةَ الْكُرسِيِّ، فَإِنَّهُ لَن يزَالَ عليْكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، وَلاَ يقْربُكَ شيْطَانٌ حتَّى تُصْبِحِ.
فتركه أبو هريرة ليمضي في سبيله، لكن وفي صباح اليوم التالي، سأله النبي صلى الله عليه وسلم عما فعله الرجل بالأمس، فروى له أبو هريرة ما حدث وما علمه أياه ليقول كل ليلة حين يأوي إلى فراشه، فقال له النبي ﷺ: أَمَا إِنَّه قَدْ صَدقكَ وَهُو كَذوبٌ، تَعْلَم مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذ ثَلاثٍ يَا أَبا هُريْرَة؟ قُلْتُ: لاَ، قَالَ: ذَاكَ الشيطان.
العبرة من قصص الصحابة من أسباب الثبات على الطاعة وقال إهل العلم إنّ أول شهيدة في الإسلام كانت سمية بنت الخيّاط رضي الله عنها، فلقد كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- والصحابة يتعرضون للعذاب من قبل المشركين في مكة المكرمة؛ وذلك من أجل ردهم عن دينهم، والله -تعالى- يبتلي أهل الإيمان ليختبر صدقهم وصدقهم وإيمانهم، فقد قال سبحانه: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} .
إذا اتممت القراءة صل على محمد،،،
المصدر من هنا.
https://www.masrawy.com/ramadan/islamicnnews-sunna/details/2020/5/13/1785864/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D8%A3%D9%85%D8%B3%D9%83-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86
https://audio.islamweb.net/audio/Fulltxt.php?audioid=101456
Content created and supplied by: Teto.Omar (via Opera News )
تعليقات