سألت امرأة الشيخ عطية صقر فقالت: شعري قصير ومن عادة النساء في بلدنا التفاخر بالضفائر الطويلة؛ فهل يجوز لي أن أضيف بعض الضفائر لتطيل الضفائر شعري؟ ولي أخت موظفة ترتدي الباروكة فما الحكم في ذلك؟ وأخري سافرة تقص شعرها كل شهرين فما الحكم في ذلك؟

فأجابها الشيخ عطية صقر رحمه الله تعالي بقوله:

من المعلوم أن الجمال محببا للنفس إذا وصف به أي كائن في الوجود؛ والله جميل يحب الجمال. أو كما قال النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم.

هذا في العموم وفي الخصوص فإن جمال المرأة له أهميته وخطره في حياة الأمم والأفراد. وتجمّل الزوجة لزوجها من أهم الوسائل لتنال متعته بها وحبه لها. والحديث الذي رواه ابن ماجه يقول: ما استفاد مؤمن بعد تقوي الله خيرا من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته؛ وإن نظر إليها سرته؛ وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله.

ومظاهر التجمل كثيرة؛ منها جمال الشعر الذي لا ينكر أثره في إعجاب الرجل بالمرأة أي إنسان. والإسلام عني بجمال الشعر ترجيلا أي تمشيطا، وتصفيفا أي تنظيما في ضفائر وغدائر ونحوها، وتهذيبا بالتقصير والتطويل والتلميع: وتطييبا بالدهن المعطر والروائح الطيبة. والنبي عليه السلام قال في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود: إذا كان لأحدكم شعر فليكرمه. وهو عام في الرجال والنساء..

والشعر المستعار أو الباروكة؛ جاء فيه أن امرأة قالت للنبي صلي الله عليه وسلم إن لي ابنة عُريسا (تصغير عروس) أصابتها حصبة فتمزق شعرها أفأصله؟ فقال: لعن الله الواصل والمستوصلة.(رواه البخاري ومسلم) وبعد كلام العلماء في شرح هذا الحديث وما يماثله نري أن التحريم علي الغش والتدليس؛ وهو يفهم من السبب الذي لعنت به الواصلة والمستوصلة. ومبني أيضا علي الفتنة والإغراء لجذب انتباه الرجال الأجانب. وهو ما أشارت إليه بعض الأحاديث بأنه كان سببا في هلاك بني إسرائيل؛ حين اتخذه نسائهم وكن يرتدن بزينتهم المجتمعات العامة والمعابد.

وجاء في كتب الفقهاء أن اتخاذ الشعر المستعار (الباروكة) حراما مطلقا عند مالك؛ وحرام عند الشافعية إذا كان من مصدر آدمي أو شعر حيوان نجس. أما الطاهر من الحيوان كالغنم أو الشعور الصناعية فلا بأس طالما أخذت إذن الزوج. وأجاز بعضهم مدّ الشعر الطبيعي (بالوصلات) بشرطين: عدم التدليس وعدم الإغراء؛ وإذا كان بعلم الزوج وبإذنه وعدم استعماله لغير الزوج.

ومن هنا يعلم أن الموظفة التي يراها غير زوجها فيحرم عليها أن تكشف أمامهم شعرها الطبيعي مطلقا؛ وكذلك الصناعي أو الباروكة لأنه يلفت الأنظار ويدعو إلي الفتنة. وكذلك السافرة غير المحجبة يحرم عليها قص شعرها وبخاصة إذا قام بذلك رجل أجنبي عنها.

والله تعالي أعلي وأعلم.

لسماع نص الفتوي اضغط هنا

Content created and supplied by: ismael_moursy (via Opera News )