نرى من واقع الناس أن من أحب شيئاً أكثر من ذكره، وأدام الحديث عنه، فمن أحب التجارة، وجنى بسببها المال الكثير، وذاق حلاوة الأرباح، تجده دائم الحديث عن تجارته، ومن أحب الرياضة تجده من المكثرين في الحديث عن المباريات والدوريات ونجوم الرياضة وأخبارهم وتنقلاتهم بين الأندية، وكذلك من استهواه الفن والمسلسلات والأفلام، فهو مشغول الوقت والذهن بمتابعة كل جديد والحديث عنه، أما أهل الصدق والدين والإيمان فلهم شأن آخر، فهم يحبون ربهم وخالقهم وولي نعمتهم، ويحرصون على كل ما يرضيه، ويرفع درجتهم عنده، ويعلي من مقامهم لديه.كما إن المداومة على الذكر تحيي القلوب وتوقظها، وتبعث الطمأنينة والسكينة في النفوس، وتورث أصحابها حالة من الرضا والأنس وهدوء البال، يقول تعالى: “الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” (الرعد:28). أي -كما يقول ابن كثير- أي تطيب وتركن إلى جانب الله، وتسكن عند ذكره، وترضى به مولى ونصيراً، ولهذا قال: “أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”.
ذكر الله في كل وقت وحين له أجر كبير وثواب عظيم وهناك من الأذكار ما يجب أن نداوم علية ونجعل لساننا دائما ذكراة به ومقالنا اليوم عن ذكر عظيم ينبغي للمسلم أن يكثر منه في كل وقت وحين ، فهي من أعظم الأدعية وأفضلها .
فقد أخرج الإمام مسلم والترمذي وأحمد من حديث مصعب بن سعد قال : حدثني أبي ، وقال : كنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال : أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ، فسأله سائل : كيف يكسب أحدنا ١٠٠٠ حسنة؟ قال : يسبح ١٠٠ تسبيحة ، فيكتب له ١٠٠٠ حسنة أو يحط عنه ١٠٠٠ خطيئة . وفي رواية اخري : تكتب له ١٠٠٠ حسنة وتحط عنه ١٠٠٠ سيئة .
وعن عبدالله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، قال : من دخل السوق فقال :
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير" .
كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف الف درجة [رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم عن ابن عمر. وحسنه الألباني] .
ومعني الحديث أنه من قرأ ذلك الدعاء ، كتب له ألف ألف حسنة ، أي كتب له مليون حسنة في صحيفته ، ومحا عنه ألف ألف سيئة ، أي محي عنه مليون سيئة في صحيفته ، ورفع له ألف الف درجة ، أي رفع مليون درجة في الجنة فوق درجته التي هو عليها .
وقد ذكر الله تعالى الذاكرين في كتابه بأجل الذكر، فقال الله سبحانه: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ . الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:190-191]. وبيَّن في آية أخرى فضل الذكر، وأنه تطمئن به قلوب أهل الإيمان؛ فقال: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28]، وجعل جزاء الذاكر أن يذكره سبحانه وهل هناك أرفع من أن يذكر الله سبحانه عبده المؤمن؟! قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة:152]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلم قال: «يقول الله عزَّ وجلَّ: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأٍ هُمْ خير منهم» وقال ابن القيم رحمه الله: "ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلاً وشرفًا" (الوابل الصيب من الكلم الطيب ص71).
وفي النهاية إذا أتممت القراءة اثبت حضورك بالصلاة على النبي محمد و شاركنا بذكر محبب إلي قلبك لعلها ساعة إجابة .
Content created and supplied by: Mahmoud-sayed (via Opera News )
تعليقات