الجنة هي أمل الصالحين ومنتهى أمل العُباد والمؤمنين، وهي المكان الذي أعده الله مكافأة لعباده الصالحين بعد الموت والبعث والحساب، وهي من الأمور الغيبية أي أن وسيلة العلم بها هي القرآن والسنة النبوية، والإيمان بها ووجودها هو جزء من الإيمان، وهي دار النعيم التي لا يشوبها نقص ولا يعكر صفوها كدر، ولا يُمكن أن يتصور العقل هذا النعيم. فقد قال الله في الحديث القدسي: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرؤوا إن شئتم: " فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"
وقد جاء في الحديث عن الصحابي الجليل عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَىَ عَبْدُ اللهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ الله مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ» أخرجه الشيخان.
ولذلك فإن أبواب الجنة عددها ثمانية أبواب، وقد جاء في السنة النبوية ما يبين بعض أسماء هذه الأبواب، وقد جاء في هذه الأحاديث ما يبين ستة أبواب منها، وهي: باب الصلاة، وباب الجهاد، وباب الريان، وباب الصدقة، والباب الأيمن، وباب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس.
ومما جاء في ذلك ما أخرجه الإمام البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللهِ نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ».
وجاء كذلك عن أبي هريرة -رضي الله عنه- في حديث شفاعة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه جاء فيه: «فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ البَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ»، وفي الحديث عن الحسن مرسلًا: «إِنَّ للهِ بَابًا فِي الْجَنَّةِ لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا مَنْ عَفَا عَنْ مَظْلمَةٍ»
واختلف علماء الحديث وشراحه في أسماء بقية الأبواب بعد أن اتفقوا على تسمية الأبواب الأربعة الأولى، فقد قال الإمام النووي: قال القاضي: وقد جاء ذكر بقية أبواب الجنة الثمانية في حديث آخر في باب التوبة، وباب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وباب الراضين، فهذه سبعة أبواب جاءت في الأحاديث، وجاء في حديث السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم يدخلون من الباب الأيمن، فلعله الباب الثامن"
نسأل الله أن يرزقنا جميعاً وأحبابنا جنته برحمته وعفوه وأن يجعلنا كفؤاً لها وأهلها.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
المصادر:
https://www.dar-alifta.org/AR/ViewFatwa.aspx?LangID=1&ID=11933
Content created and supplied by: AhmedSayed70 (via Opera News )
تعليقات