هل يقيم مرتكب الفاحشة المحصن الحد على نفسه؟ الإفتاء تجيب

احتمالات الخطأ والذنب واردة، ولا يوجد معصوم سوى الرسل والأنبياء عليهم السلام. لذلك، إذا ارتكب الإنسان ذنبًا أو فاحشةً وستره الله فيه، فعليه ألا يفضح نفسه ويحرص على التوبة والعزم على ألا يعود إلى ذنبه مرةً أخرى.

لذلك، أفتت دار الإفتاء بأن الزاني المحصن يجب عليه التوبة، ولا يجب له أن يقيم الحد على نفسه، لأن من أعظم الذنب أن يفشح الإنسان نفسه ويكشف ستر الله عنه. وفي هذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المروى في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه: "كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللهُ فَيَقُولَ: يَا فُلانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ."

من هذا المنطلق، لا يلزم الزاني المحصن إن يقيم الحد على نفسه، وليعلم أن من صفات الله الستر، فليستر نفسه كما ستره الله ولا يجحد بنعمة الله عليه، وليحرص فقط على التوبة وليقلع عن الذنب وليندم على اقترافه فعلته وليحرص على كثرة الاستغفار. من هنا نعلم أن الزاني غير مكلف بإقامة الحد على نفسه، لكنه مأمور بالستر.