الحمدلله ذي الفضل والإحسان، أنزل كتابه فحفظه من الزيادة والنقصان، ويسّر حفظه حتى استظهره صغار الولدان، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، رسول كل إنسان ومن أهمّ خصائص القرآن: أنّ الباطل لا يأتيه من بين يديه، ولا من خلفه، فهو حبل الله المتين، والنور المُبين، والعُروة الوُثقى، وسبيل هداية البشريّة، وإخراجها من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد ويُعدّ القُرآن الكريم كتاب الدين الإسلاميّ الباقي الذي ارتضاه الله -تعالى- لخلقه، قال -تعالى-: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)،[١] وهو روح الدين وفيه بيانه، وهو منهج ودستور الأُمّة الإسلاميّة، وهو زاد المُسلم في حياته، والنور الذي يُضيء له دُنياه .
ولا شك أن قراءة القرآن الكريم ، والذي فيه بركة وخير وثواب عظيم يجزى به المسلم في الآخرة ويسهل له الأمور في الدنيا ، فإن قراءة القرآن هي خير عظيم وثواب أعظم لمن يداوم عليه .
وأما عن أهل القرآن فحدث ولا حرج, وكفاهم شرفاً وفضلاً وفخراً ونبلاًأنهم أهل الله وخاصته, من أكرمهم أكرمه الله ومن أهانهم أهانه الله وقارئ القرآن له مكانة خاصة وثواب عظيم في ديننا الإسلامي وفي القرآن الكريم سور اختصها الله بمكانة خاصة وثواب كبير واليوم نتحدث عن سورتين وهما كالتالي
سورة الفاتحه ولقد ذكرت دار الافتاء ان قراءة الفاتحة في استفتاح الدعاء أو اختتامه أو في قضاء الحوائج وتيسير الأمور أو في بداية مجالس الصلح أو غير ذلك من مهمات الناس هو أمرٌ مشروعٌ بعموم الأدلة الشرعية المتكاثرة التي تدل على خصوصية الفاتحة في إنجاح المقاصد وقضاء الحوائج.
فقد قال الرسول صلي الله عليه و سلم لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما: «يَا جَابِرُ، أُخْبُرِكَ بِخَيْرِ سُورَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقُرْآنِ؟» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «فَاتِحَةُ الْكِتَابِ»، قال راوي الحديث: وأحسبه قال: «فِيَها شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ» رواه البيهقي في "شعب الإيمان". ويقول عنها صلى الله عليه وآله وسلم: «أُمُّ الْقُرْآنِ عِوَضٌ مِنْ غَيْرِهَا، وَلَيْسَ غَيْرُهَا مِنْهَا عِوَضٌ» رواه الدارقطني والحاكم من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
كما يُستَدَلُّ لقراءة الفاتحة في قضاء الحوائج بحديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلمٌ وغيره عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ؛ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي -وَقَالَ مَـرَّةً: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي-، فَإِذَا قَالَ: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾ قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ».
سورة الأنعام
هي سوره مكيه ، نزلت على الرسول -صلي الله عليه وسلم- قبل الهجرة النبويّة وهي تُعدّ من السور الطويلة والتي يبلغ عدد آياتها ١٦٥ آية وترتيبها السورة السادسة في المصحف ، بعد سورة المائدة وقبل سورة الأعراف .
أما عن فضل سورة الأنعام ، حيث وُرد في فضلها العديد من الأحاديث الشريفة وهي كالتالي :
وفي حديث رسول الله صل الله عليه وسلم عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" نزلت سورة الأنعام معها موكب من الملائكة ، سد ما بين الخافقين لهم زجل بالتسبيح والأرض بهم ترتج " ، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : " سبحان الله العظيم ، سبحان الله العظيم " .
" أنزلت على سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد ، فمن قرأ الأنعام صل الله عليه واستغفر له أولئك السبعون ألف ملك بعدد كل آية من سورة الأنعام يوما وليلة" . رواه الثعلبي .
* وأيضاً حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال :
لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قال : " لقد شيع هذه السورة من الملائكة ما سد الأفق " .
وفى الختام نصلى ونسلم على خير من عبد الرحمن رسولنا العدنان محمد خير الأنام وعلى آله وصحبه الكرام .
المصادر من هنا و هنا وهنا وهنا وهنا
Content created and supplied by: Hasan9990 (via Opera News )
تعليقات