يوم القيامة هو اليوم الذي يأتي بعد نهاية الحياة الدنيا، وهلاك جميع الأحياء فلا يبقى أحد سوى الله -تعالى- فهو الحيّ الذي لا يموت، قال -تعالى-: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)ويبعث الله -تعالى- في ذلك اليوم جميع الخلائق للوقوف بين يديه ومحاسبتهم على ما قدّموه من أعمال في الحياة الدنيا، ثمَّ يُساق العباد إلى دار الخلد؛ كلٌ حسب عمله؛ فإمَّا إلى الجنة وإمَّا إلى النار، كما أنَّ يوم القيامة هو يومٌ عظيم تكثر فيه الأهوال، ولا ينجو من تلك الأهوال إلّا من عمل عملاً صالحاً وآمن بالله -تعالى.
وتبدأ أحداث القيامة بالنفخ في الصور، والصور هو قرن كالبوق، حيث تكون نهاية الحياة الدنيا بعد تلك النفخة، وتموت جميع الخلائق إلّا من شاء الله -تعالى-، وهذه هي النفخة الأولى التي ينفخها إسرافيل -عليه السلام-، ولا تكون هذه النفحة إلّا بأمر الله -تعالى-، ومن ثم يأمره الله -تعالى- بالنفخة التانية وهي نفخة البعث، واسم إسرافيل -عليه السلام- لم يرد في نصّ شرعي ولكنّه اسم مجمعٌ عليه، وقد ورد النفخ في الصور في العديد من الآيات القرآنيّة والأحاديث النبويّة التي جاءت لتبيّن حال الناس عند النفخ في الصور، ومنها قوله -تعالى-: (وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ)كما ورد ذلك في السنّة النبويّة؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (ما بيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أرْبَعُونَ قالَ: أرْبَعُونَ يَوْمًا؟ قالَ: أبَيْتُ، قالَ: أرْبَعُونَ شَهْرًا؟ قالَ: أبَيْتُ، قالَ: أرْبَعُونَ سَنَةً؟ قالَ: أبَيْتُ.
وقد جاء فى مسند الإمام أحمد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إن إبراهيم أول الناس يكسى يوم القيامة، فلماذا أعطي الخليل هذا الفضل؟
ونحمد الله المنان ونصلى ونسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالحديث الذي ذكرت قد أخرجه البخاري وأحمد وغيرهما وهو صحيح، ولعل السائل الكريم إنما يسأل عن السبب الذي أعطي له إبراهيم -عليه السلام- هذه الفضيلة، ولم يجد ذلك نبينا -صلى الله عليه وسلم- مع أنه أفضل.
وقد أجاب عن ذلك أهل العلم، قال ابن حجر العسقلاني في الفتح: ويقال: إن الحكمة في خصوصية إبراهيم بذلك لكونه ألقي في النار عرياناً. وقيل: لأنه أول من لبس السراويل. ولا يلزم من خصوصيته عليه السلام بذلك تفضيله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لأن المفضول قد يمتاز بشيء يخص به ولا يلزم منه الفضيلة المطلقة، ويمكن أن يقال: لا يدخل النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك على القول بأن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه.
ونرجو من الله العزيز الغفار أن يرحمنا بفضله وان يهون علينا تلك المواقف العصيبه وان يجعلنا من اهل الجنان.
إذا اتممت القراءة صل على من أنزل عليه القرآن حبيب الرحمن شفيع الخلائق يوم القيام محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه الكرام.
المصدر
https://www.soutalomma.com/Article/654120/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86-%D9%88%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%A1
Content created and supplied by: hassan91 (via Opera News )
تعليقات
hassan90
02-21 10:50:20اللهم صلى على الحبيب المصطفى
hassan90
02-20 21:13:12اللهم صلى على الحبيب المصطفى
hassan90
02-20 21:13:08اللهم صلى على الحبيب المصطفى