إن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى المنزل على نبيه ورسوله الكريم بالحق ، ليوضح لنا أحكام الدين وبيان منهج الله سبحانه وتعالى في الأرض، و حتى يستطيع الإنسان المؤمن أن يسير على هداه عليه أن يعرف تفسير ما استغلق عليه من كلمات ، وما صعب عليه من آيات.
وقد يمر الإنسان المؤمن خلال تلاوته لآيات الذكر الحكيم على كلمات قد لا يستطيع تفسيرها ، ولا يعرف المقصود منها على وجه التحديد ، وفي المقال التالي نعرض لكم آراء العلماء والمفسرين حول تفسير كلمة ( النازعات ) .
يقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل : (والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرا ) وذهب العلماء ورجال الدين في تفسير المقصود من الآية الكريمة السابقة إلى عدة آراء.
المسألة الأولى : اعلم أن هذه الكلمات الخمس يحتمل أن تكون صفات لشيء واحد، ويحتمل أن لا تكون كذلك، أما على الاحتمال الأول فقد ذكر في الآية وجوها :
( أحدها ) أنها بأسرها صفات الملائكة، فقوله : (والنازعات غرقا ) هي الملائكة الذين ينزعون نفوس بني آدم فإذا نزعوا نفس الكفار نزعوها بشدة، وهو مأخوذ من قولهم : نزع في القوس فأغرق، يقال : أغرق النازع في القوس إذا بلغ غاية المدى حتى ينتهي إلى النصل، وتقدير الآية : والنازعات إغراقا، والغرق والإغراق في اللغة بمعنى واحد
القول في تأويل قوله تعالى : وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا، أقسم ربنا جلّ جلاله بالنازعات، واختلف أهل التأويل فيها، وما هي، وما تنـزع؟ فقال بعضهم: هم الملائكة التي تنزع نفوس بني آدم، والمنزوع نفوس الآدميين.
وفي تفسير الطبري ذكر من قال ذلك:حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: ثنا النضر بن شُمَيل، قال: أخبرنا شعبة، عن سليمان، قال: سمعت أبا الضحى، عن مسروق، عن عبد الله وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا قال: الملائكة .
إذن فالقول الأول الذي رآه العلماء والمفسرون ورجال الدين وذهبوا إليه أن المقصود بالنازعات هي الملائكة التي تنزع نفوس البشر .
وقال آخرون: بل هو الموت ينزع النفوس ، حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا قال: الموت .
بينما ذهب آخرون إلى أنها هي النجوم تنزع من أفق إلى أفق. حدثنا الفضل بن إسحاق، قال: ثنا أبو قُتَيبة، قال: ثنا أبو العوّام، أنه سمع الحسن في وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا قال: النجوم
وقال آخرون: هي القسيّ تنـزع بالسهم ، حدثنا أبو كُريب قال: ثنا وكيع، عن واصل بن السائب، عن عطاء وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا قال: القسيّ .
وقال آخرون: هي النفس حين تُنـزع.حدثنا أبو كُريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن السدّي وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا قال: النفس حين تَغرق في الصدر .
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره أقسم بالنازعات غرقا، ولم يخصص نازعة دون نازعة، فكلّ نازعة غرقا، فداخلة في قسمه، ملكا كان أو موتا، أو نجما، أو قوسا، أو غير ذلك. والمعنى: والنازعات إغراقا كما يغرق النازع في القوس .
https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=5209&idto=5211&bk_no=132&ID=2878
https://islamweb.net/ar/library/index.php?page=bookcontents&idfrom=5019&idto=5027&bk_no=50&ID=5098
https://quran.ksu.edu.sa/tafseer/tabary/sura79-aya1.html
https://www.mosoah.com/references/dictionaries-and-encyclopedias/%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B2%D8%B9%D8%A7%D8%AA/
Content created and supplied by: [email protected] (via Opera News )
تعليقات
[email protected]
01-07 23:30:29kj
[email protected]
01-07 10:46:52تم