مهما كانت أحلامك أو أمنياتك، أو مهما يصل تفكيرك إلى ما لا نهاية من النعيم الذي تريده، فهناك في الجنة التوقعات تفوق هذا الخيال، ففيها ما هو أبعد من الخيال، إنها الجنة التي زينها الله عز وجل لعباده المؤمنين وفيها ما لا عين رأت ولا سمعت أذن، فقد غرس الله- تعالى- غرسها بيده وجعلها مُستقرّاً لأوليائه فضلاً ورحمةً منه، وملأها بالخير والرّحمات والحبّ والسّعادة، وكفى أهلها المرض والهمّ والبلاء. و فيها من الثمرات ماهو ألينُ من الزّبد وأحلى من العسل، وفيها أنهار تجري بعضها من العسل وبعضها من اللبن وبعضها الآخر من الخَمْر الطيّب.

الخلود في الجنة وكيف وصفه الله

يحاول الإنسان في هذه الدنيا الوصول إلى أعلى مستوى من الترفه والحياة الاجتماعية الجيدة، ويعتبر العيش أكبر فترة ممكنة في الدنيا من أكثر الأمنيات التي يحاول الإنسان أن يمني نفسه فيها، لكن في الجنة لن تموت، بل يموت الموت نفسه، وفيها النعيم المقيم، مع الخلود الدائم، وقد وصف الله جل وعلا الخلود في الجنة في سورة النساء، في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا}. ومما جاء في السنة النبوية قول الرسول صلى الله عليه وسلم- : " مَن يَدخُلُ الجنَّةَ يَنعَمُ لا يَبأَسُ، لا تَبلى ثِيابُه، ولا يَفنى شَبابُه، في الجنَّةِ ما لا عَينٌ رأَتْ، ولا أُذُنٌ سمِعتْ، ولا خطَرَ على قَلبِ بَشَرٍ}.

ماذا أعد الله للنساء في الجنة؟

و قد يتساءل الكثير من المسلمات أنّ الله أعدّ للرجال في الجنة الحور العين فماذا للنساء؟ في الإجابة عن هذا السؤال يقول بعض المفسرون أن الله تعالى تعالي المغريات في الجنة من الطعام والشراب والمشاهد الجميلة واللباس والسكن، وعمم ذلك كلّه على الرجال والنساء، ولكن أغرى الله تعالى الرجال بما ذكره من حور عين ونساء جميلات في الجنة، ويعود ذلك لطبيعة المرأة التي تتميز بالحياء بطبعها، ولذلك فلم يشوّق الله تعالى النساء المؤمنات للجنة بأمرٍ يستحين منه. وفي تفسير ذلك أيضًا أنَّ شوق النساء يكون للزينة من لباس وحليّ، فشوقهن لتلك الأمور أكثر منه للرجال، فذاك ما خلقها الله تعالى عليه.

كما قال فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أن وعد النساء في الجنة واضح جداً، وهو أنهن الحور العين، فهن أنفسهن الحور العين. سيصبح نساء الدنيا المؤمنات هن الحور العين في الجنة، ولكن ليس بنفس الشكل، ولا بنفس الملامح. ستكون هيئتها لها شكل آخر بحيث إذا ظهرت واحدة منهن علي هيئتها في الجنة لأهل الأرض ماتوا من حلاوتها. و اكد فضيلته " أنهن أنفسهن حور عين، وجائزتهن نحن الرجال" .

المصادر

صدى البلد 1

صدى البلد 2

صدى البلد 3

Content created and supplied by: محمدوازن (via Opera News )