ورد إلى ذهني لماذا سميت سورة يوسف بأحسن القصص، فلذلك تناولت هاتفي وبحثت عن الإجابة، عبر الإنترنت، ولا أخفى عليكم أنني بحثت عن الإجابة، في قناة الشيخ الشعراوي على موقع اليوتيوب، وتوصلت إلى الإجابة، فلذلك اردتُ ان ازيد من معلوماتكم الدينية، ولكم اجر القراءة، وجزاكم الله خيراً :
سُورَة يُوسُفْ هي سُّورَة مكَّية بالإجماع نزلت قبل، الهجرة، وهي الثّانية عشرةَ بين سّور القرآن الكريم، البالغة مئةٍ وأربعة عشر سُّورَة، وعدد آياتها مائة وإحدى عشرةَ آيةً، وفي ترتيب القرآن الكريم تقع بعد سورة هود وقبل سورة الرعد، وسميت سورة يوسف بهذا الاسم لكونها تناولت قصّة نبي الله يوسف عليه السلام، حيث احتوت السّورة على القصة الكاملة ليوسف بملامحها كلها في سورة واحدة، وهذا وتسرد السورة أنواع البلاء والشدائد التي تعرض لها يوسف من أخوته، منذ وضعه في البئر ومفارقته لأهله وأبويه و بيعه وهو طفل، إلى سجنه، وتآمر النسوة عليه، ثم توليه خزائن مصر، حيث أن جميع هذهالأحداث كانت تُتلى تباعاً لتوالي مشاهدها وصولها.
وسميت سورة يوسف بأحسن القصص :
يقول الشيخ الشعرواي في تفسير قوله تعالى "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القصص" يبيّن لنا أن الحُسْن أتى لها من أن الكتب السابقة تحدثت عن قصة يوسف، لكن أحبار اليهود حين قرأوا القصة كما جاءتْ بالقرآن ترك بعضهم كتابه، واعتمد على القرآن في روايتها، فالقصة أحداثها واحدة، إلا صياغة الأداء؛ وتلمُّسات المواجيد النفسية؛ وإبراز المواقف المطْويَّة في النفس البشرية؛ وتحقيق الرُّؤى الغيبية كُلُّ ذلك جاء في حَبْكة ذات أداء بياني مُعْجز جعلها أحسنَ القَصَص، وهي أحسن القصص بما اشتملتْ عليه من عِبَر متعددة، عِبَر في الطفولة في مواجهة الشيخوخة، والحقد الحاسد بين الأخوة، والتمرد، وإلقائه في الجبِّ والكيد له، ووضعه سجيناً بظلم، وموقف يوسف عليه السلام من الافتراء الكاذب، والاعتزاز بالحق حتى تمَّ له النصر والتمكين،وكيف ألقى الله على يوسف عليه السلام محبَّة منه؛ ليجعل كل مَنْ يلتقي به يحب خدمته.
وكيف صانَ سيدنا يوسف عليه السلام إرثَ النبوة، بما فيها من سماحة وقدرة على العفو عند المقدرة؛ فعفَا عن إخوته بما روتْه السورة: "قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليوم يَغْفِرُ الله لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الراحمين"، وقالها سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم لأهله يوم فتح مكة: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، وهكذا تمتليء سورة يوسف بِعِبَر متناهية، يتجلَّى بعضٌ منها في قضية دخوله السجنَ مظلوماً، ثم يأتيه العفو والحكم؛ لذلك فهي أحسنُ القَصص؛ إما لأنها جمعتْ حادثة ومَنْ دار حولها من أشخاص، أو جاء بالشخص وما دار حوله من أحداث.
كما أنها أحسنُ القصص في أنها أدّتْ المُتَّحد والمتفق عليه في كل الكتب السابقة، وجاء على لسان محمد الأمي، الذي لا خبرة له بتلك الكتب؛ لكن جاء عَرْضُ الموضوع بأسلوب جذَّاب مُسْتمِيل مُقْنع مُمْتع، أنها أحسن القصص؛ لأن سورة يوسف هي السورة التي شملت لقطاتٍ متعددةٍ تساير: العمر الزمني؛ والعمر العقلي؛ والعمر العاطفي للإنسان في كل أطواره؛ ضعيفاً؛ مغلوباً على أمره؛ وقوياً مسيطراً، مُمكَّناً من كل شيء، بينما نجد أنباء الرسل السابقين جاءت كلقطات مُوزَّعة كآيات ضمن سُور أخرى؛ وكل آية جاءت في موقعها المناسب لها.
إذن: فالحُسْن البالغ قد جاء من أسلوب القرآن المعجز الذي لا يستطيع واحد من البشر أن يأتي بمثله، وكما قال سميت المؤرخين والمفسرين وأساتذة علوم القرآن تُعَلِّمُنَا أن : السجين سيخرج والمريض سيشفى والغائب سيعود والحزين سيفرح والكرب سيزول وأن ابتلاء المؤمن كله خير ، فمع الله لا يخيب رجاء فلا تيأس وثق بالله، والسورة تضمنت حزمة من النصائح القيمة للمسلمين في مقدمتهم ألا يحملوا الأرض على رؤوسهم وقد جعلها الله تحت أرجلكم، موسى الرضيع لم يغرق وهو في قمة ضعفه وغرق فرعون وهو في قمة جبروته.
كما أم سورة يوسف تكرس قاعدة شرعية كذلك بأن من كان مع الله فلن يضره ضعفه ومن لم يكن مع الله فلن تنفعه قوته وبالتالي لا بد من الثقة بالله في الحال واللحظة والماضي والمستقبل وسميت أحسن القصص لأنها وردت متكاملة من أولها لاخرها في نفس السورة متكاملة البناء الدرامي تمهيد وحبكه وانفراج.
وجاء في تفسير القرطبي :
"لماذا سميت سورة يوسف بأحسن القصص" :اختلف العلماء لم سميت هذه السورة أحسن القصص من بين سائر الأقاصيص ؟ فقيل : لأنه ليست قصة في القرآن تتضمن من العبر والحكم ما تتضمن هذه القصة ؛ وبيانه قوله في آخرها : لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب، وقيل : سماها أحسن القصص لحسن مجاوزة يوسف عن إخوته ، وصبره على أذاهم ، وعفوه عنهم بعد الالتقاء بهم عن ذكر ما تعاطوه ، وكرمه في العفو عنهم ، حتى قال : لا تثريب عليكم اليوم . وقيل : لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين والملائكة والشياطين ، والجن والإنس والأنعام والطير ، وسير الملوك والممالك ، والتجار والعلماء والجهال ، والرجال والنساء وحيلهن ومكرهن.
وفيها ذكر التوحيد والفقه والسير وتعبير الرؤيا ، والسياسة والمعاشرة وتدبير المعاش ، وجمل الفوائد التي تصلح للدين والدنيا . وقيل لأن فيها ذكر الحبيب والمحبوب وسيرهما . وقيل : " أحسن " هنا بمعنى أعجب . وقال بعض أهل المعاني : إنما كانت أحسن القصص لأن كل من ذكر فيها كان مآله السعادة؛ انظر إلى يوسف وأبيه وإخوته ، وامرأة العزيز؛ قيل : والملك أيضا أسلم بيوسف وحسن إسلامه ، ومستعبر الرؤيا الساقي ، والشاهد فيما يقال : فما كان أمر الجميع إلا إلى خير .
المصدر :
https://youtu.be/RnHSA_UIa9g
من الدقيقة 8 حتى الدقيقة 20
Content created and supplied by: أسراءأحمد (via Opera News )
تعليقات
أسراءأحمد
02-21 16:18:53وقَقَقَقَ٣
أسراءأحمد
02-21 16:18:44نفمفمقممقمق
أسراءأحمد
02-21 16:18:24تبنقننق