الدعاء هو نوع من الإفتقار وإظهار الضعف والحاجة بين يدي الله، ولذلك فهو من أفضل أنواع العبادات، لكونه التجاء إلى حول الله وقوته، وفي ذلك معنى عظيم من معاني العبودية والثناء على الله عز وجل.
وقد حث الله على الدعاء في الكثير من المواضع بالقرآن الكريم ومنها ما جاء في قول الله تعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ".
وفي سياق ما جاء في فضل الدعاء ودرجة تأثيره على حياة الشخص، ما ذكره الشيخ محمد أبو بكر في هذا السياق، حيث ذكر الشيخ قصة جاءت في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقصها الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه-، ومما جاء فيها أن رجلاً كان في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- يتاجر بين بلاد الشام وببن المدينة، وكان لا يصحب معه أي حرس في قوافله مستعيناً بحفظ الله ومتوكلاً عليه، وبينما كان الرجل عائداً من الشام فإذا بلص يتعرض له، ولم يكتفي بأنه أراد أخذ ماله فقط، بل أراد قتله أيضاً.
فلما هم اللص بقتله، طلب منه التاجر أن يتركه يصلي قبل أن يقتله، فقبل اللص وصلى التاجر أربع ركعات ثم نظر للسماء قائلاً ثلاث مرات: "ياودود ياودود يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعالاً لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شئ، لا إله إلا أنت، يا مغيث أغثني".
فاما انتهى الرجل من ذلك، إذا بفارس يأتي من بعيد بيده حربة فأتى بها وطعن اللص وأرداه قتيلاً، ثم نظر للتاجر وتحدث له موضحاً أنه ملك من ملائكة السماء الثالثة، وأنه لما دعا دعاءه في المرة الأولى سُمِعت لأبواب السماء قعقعة، فقالت الملائكة: "أمر حدث"، ثم لما دعا التاجر الثانية، فتحت أبواب السماء ولها شرر، وهبط أمين الوحي جبريل -عليه السلام- ونادي :"من لهذا المكروب؟".. فدعوت الله أن يوليني قتله، وقال الملك للتاجر:"اعلم يا عبدالله أن من دعا بدعائك في كل شدة أغاثه الله وفرج عنه"
وعندما رجع الرجل قص للنبي -صلى الله عليه وسلم- ما حدث معه، فقال له النبي:"لقد لقنك الله أسماءه الحسنى التي إذا دعي بها أجاب، وإذا سئل بها أعطى"
ولذلك عزيزي القارئ فالأفضل أن نلجأ إلى الله في كل حال، وعلى قدر إخلاصنا وإيماننا، فإن الله لا يكل عبده الذي التجأ إليه إلى أي شئ يضره.
المصادر من هنا .
Content created and supplied by: Moh.sabra (via Opera News )
تعليقات