يزخر التاريخ بالعديد من قصص الأنبياء والمرسلين الذين بعثهم المولى عز وجل لهداية عباده إلى الطريق الصحيح ومن هؤلاء الأنبياء من قصهم الله سبحانه وتعالى علينا في كتابه العزيز القرآن الكريم ومنهم من لم يقصص ، وذلك مصداقا لقوله تعالى : " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ "
ومقالنا اليوم عن نبي الله يوسف عليه السلام ، فقد بعث الله سبحانه وتعالى سيدنا يوسف عليه السلام إلى بني إسرائيل وقد وردت سورة كاملة في القرآن الكريم في قصة سيدنا يوسف عليه السلام، وقد قال اللة تعالى بأنّها من أحسن القَصص التي وردت في القرآن الكريم، وقصّت هذه السورة قصّة حياته، ابتداءً من محنته مع إخوته، وتعرّضهم له بالإيذاء ودخوله السجن، وخروجه منه، وامتلاكه خزائن الأرض، حتّى التقى بأبيه بعد طول الغياب، وكان سيدنا يوسف عليه السلام له القدرة على تفسير الأحلام والرؤيا، وكان شديد الجمال الشديد.
قبر سيدنا يوسف
يوجد روايتان عن مكان قبر سيدنا يوسف عليه السلام، روى الحنبليّ في الرواية الأولى أنّ الله تعالى قد أوحى إلى سيدنا موسى عليه السلام بدفن سيدنا يوسف عليه السلام إلى بيت المقدس عند أهله، وسأل سيدنا موسى عليه السلام بني إسرائيل عن القبر فلم يعرف مكانه أحد، والتقى سيدنا موسى بشيخ عمره ثلاثمئة سنة وقال له إن أمي تعرف قبر سيدنا يوسف وسأدلك عليه شرط أن تدعو لي بطول العمر ، فدعا له موسى عليه السلام، ودله على قبر سيدنا يوسف وكان في صندوق رخام وسط النيل، وفي الرواية أنّ سيدنا يوسف لما توفّي تشاجرعليه الناس، وأراد كل واحد منهم أن يدفنه بالقرب منهم لتصل بركته عليه السلام إليهم، واختلفوا في الرأي وكادو أن يقتتلوا حتى اجتمعو على أن يدفن في النيل لتصل بركته إلى أهل مصر كلها، ولما عرف سيدنا موسى بمكانه أخرجه من الماء ودفنه في بيت المقدس بجوار سيدنا إبراهيم عليه السلام .
و روى إبراهيم الخلنجي أنّ جارية المقتدر التي كانت تسكن القدس سألت عن قبر سيدنا يوسف عليه السلام لإظهار القبر وبناءه ، فخرجو إلى البقيع ووجدو هناك حجر كبير، فأمر إبراهيم الخلنجي بكسر الحجر، وانكسرت منه قطعة كبيرة فلما أزاحو الحجر فإذا بسيدنا يوسف علية السلام لم يتغيّر شيء من حسنه ولا جماله، وصارت روائح القبر تفوح بالمسك، ثمّ أغلقوا الصخرة وبنيت عليها القبة الموجودة إلى الآن، وتسمّى بالقلعة.
و قال الحاكم، حدثنا أبو الحسن على بن محمد بن عقبة الشيبانى بالكوفة حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهرى حدثنا أبو نعيم حدثنا يونس بن أبى إسحاق أنه أصحهما قول الله عز وجل وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادى إنكم متبعون الآيات فقال أبو بردة بن أبى موسى الأشعرى عن أبيه قال: ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعرابى فأكرمه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعهدنا ائتنا، فأتاه الأعرابى، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حاجتك فقال ناقة برحلها وبحر لبنها أهلى – هكذا فى المستدرك وفى ابن حبان ناقة نركبها وأعنز يحلبها أهلى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجز هذا أن يكون كعجوز بنى إسرائيل، فقال له أصحابه: ما عجوز بنى إسرائيل يا رسول الله، فقال: إن موسى حين أراد أن يسير ببنى إسرائيل ضل عنه الطريق، فقال لبنى إسرائيل: ما هذا؟، قال فقال له علماء بنى إسرائيل: إن يوسف عليه السلام حين حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى تنقل عظامه معنا، فقال موسى: أيكم يدرى أين قبر يوسف؟، فقال علماء بنى إسرائيل ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبنى إسرائيل، فأرسل إليها موسى فقال: دلينا على قبر يوسف، قالت: لا والله حتى تعطينى حكمى، فقال لها: ما حكمك، قالت: حكمى أن أكون معك فى الجنة، فكأنه كره ذلك، قال فقيل له: أعطها حكمها فأعطاها حكمها، فى رواية ابن حبان فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها، فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقعة ماء فقالت، لهم انضبوا هذا الماء فلما أنضبوا، قالت، لهم احفروا فحفروا فاستخرجوا عظام يوسف فلما أن أقلوه من الأرض إذ الطريق مثل ضوء النهار، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبى" ورواه ابن حبان.
https://www.youm7.com/story/2017/2/24/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D9%82%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%89-%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D9%8A%D9%82-%D8%B3%D9%83%D8%A9-%D9%85%D9%81%D8%B1%D9%88%D8%B4%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%B1/3115357
https://www.elbalad.news/4309081
Content created and supplied by: [email protected] (via Opera News )
تعليقات
[email protected]
03-27 15:46:15ت
[email protected]
03-27 15:44:12تم