لا شك أن صجابه رسول الله هم صُنَّاع دولة الإسلام، رُفقاء الشدائد والصعاب مع خير الخلق وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم. إنهم الصحابة الكرام، أهل التصديق بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل النصرة والجهاد، وأهل البيعة والمساندة ولقد اختارهم ربهم بعناية إلهية بالغة؛ ليحملوا هذا الشرف العظيم صحبة خاتم الأنبياء والمرسلين، اختارهم ليضع في زمنهم بذرة هذا الدين العظيم، واختارهم لحمل راية الإسلام وتأسيس قواعده وإرساء أركانه.
وقد أعلى الله شأنهم وذكرهم في كتابه العزيزِ في مواضع كثيرة مثنيًا عليهم، ومبيِّنًا فضلَهم؛ فقال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الفتح: 29] .
وأن الصحابة أبر هذه الأمة قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، وأقومها هديا وأحسنها حالا اختارهم الله لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وإقامة دينه " كما قاله ابن مسعود _رضي الله عنه_ "فحبهم سنة والدعاء لهم قربة والإقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة ".
وهم صفوة خلق الله تعالى بعد النبيين -عليهم الصلاة والسلام- فعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ في قول الله عز وجل ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ) (النمل:59) قال : أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن مسعود _رضي الله عنه_ " إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوبَ أصحابهِ خيرَ قلوبِ العبادِ فجعلهم وزراءَ نبيهِ يُقاتِلون على دينه " [8] والصحابي هنا هو مَن لقي النبي -صلى الله عليه وسلم - مؤمنا به ، ومات على ذلك .
ومن المعروف أن هناك عظماء من صحابة رسول الله صلوات الله عليه وسلامه خلدهم التاريخ بسبب أعمالهم الجليلة التي قدموها للدعوة الإسلامية وقد قدم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم خير المثل في التضحية والفداء بالنفس والمال والأهل في سبيل نصر دين الله .
وفى هذا الشأن نعرض لكم قصة صحابي جليل من الأنصار أسلم وشهد بيعة العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار، وكان هذا الصحابي الجليل يجيد الكتابة ، وكان من يتقنون الكتابة في الجاهلية قبل الإسلام عددهم قليل ، فاختارت سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلامه ليكون كاتبا للوحي .
إنه الصحابي الجليل أُبَيُّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النَّجار رضي الله عنه ، ومن فضائله وكرماتة أن اسمه ونسبه ذكر في الملأ الأعلى.
فقد روى الإمام البخاري في صحيحه بسند عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأُبَيٍّ: إن الله أمرني أن أقرأ عليك: {لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}.. [البينة: 1] " قال:«اللهُ سَمَّاكَ لِي» ؟ قال: «نعم» فبكى. في رواية للطبراني من وجه آخر عن أبي بن كعب قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "نعم باسمك ونسبك في الملأ الأعلى".
وحيث أن الإمام القرطبي علق على هذا الحديث: "تعجب أُبي من ذلك؛ لأن تسمية الله له ونصه عليه ليقرأ عليه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - تشريف عظيم، فلذلك بكى إما فرحا وإما خشوعا. قال أبو عبيد: المراد بالعرض على أبي بن كعب ليتعلم أبي منه القراءة ويتثبت فيها، وليكون عرض القرآن سنة، و التنبيه على فضيلة الصحابي أبي بن كعب وتقدمه في حفظ القرآن ، وليس المراد أن يستذكر منه النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا بذلك العرض.
ومن الجدير بالذكر أن أُبي بن كعب من الصحابة الأربعة الذين أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يأخذ منهم القرآن فقد ذكر الإمام ابن حجر في شرح صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "خُذُوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة" ، حيث أنه شهد بيعةَ العقبة وغزوةَ بدرٍ، وكان عُمر رضي الله عنه يقول عنه: "سيد المسلمين أُبَيُّ بن كعبٍ".
وعن أنسٍ رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي أَمْرِ اللهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالحَلاَلِ وَالحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ» رواه الترمذي.
اذا اتممت القراءه صلى على النبى العدنان رسول الإسلام المنزل عليه القرآن من قبل الرحمن محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه أجمعين .
المصدر
https://www.masrawy.com/islameyat/shakhsiat_hawl_rasul/details/2018/5/6/1340418/%D9%85-%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D8%B3%D9%85%D9%87-%D9%88%D9%86-%D8%B3-%D8%A8%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%A3-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89-
https://amrkhaled.net/Story/1024637
https://www.sahaba.rasoolona.com/Al-Awael/473/%D8%A3%D9%88%D9%84-%D9%85%D9%86-%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%A2%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AD%D9%8A-%D8%AD%D9%8A%D9%86-%D9%82%D8%AF%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9
Content created and supplied by: hassan90 (via Opera News )
تعليقات