الزواج هو من أهم الأشياء التي يبحث عنها الشباب، فلقد أمرنا الله به وأقره الإسلام باعتباره سُنة البشرية والطريقة الشرعية الوحيدة للتكاثر واستمرارية نسل الإنسان.
كما أن الزواج هو الطريقة الشرعية الوحيدة للحفاظ على القيم الإسلامية وتجنب الفواحش، فلقد أنعم الله علينا بالغريزة والرغبة والاحتياج للطرف الآخر، ولكن لا يجوز ذلك إلا وفق ضوابط معينة أقرها الإسلام.
وصية الرسول
ولقد أوصى الرسول الشباب بالزواج لمن استطاع، ذلك لأن في الزواج غض للبصر وحفظ للفروج، فلكي يعف الانسان نفسه يجب عليه الزواج حتى لا يقع تحت طائلة الكبائر ويرتكب الذنوب اتباعاً لغرائزه وشهواته.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء". رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه
اكمال الدين
ومن المتعارف عليه بين الناس أن الزواج هو نصف الدين، واتمامه، فدائماً ما نقول ان من يتزوج يُكمل نصف دينه، لأن في الزواج عفة وسعادة ومودة ورحمة وإعمار في الأرض.
مودة ورحمة
وأوصانا الله تعالى أن نجعل من الزواج مودة ورحمة، فهو المسكن الآمن، فلقد خلق الله الانسان من جنسين مختلفين لذلك الأمر، وقال الله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"
طاعة الزوج
ومن شروط الزواج في الإسلام حُسن المُعاملة بين الزوجين، فعلى الزوج أن يُحسن معاملة زوجته وعلى الزوجة طاعة زوجها في كل شيء عدا ما يُغضب الله، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
حقوق الزوج قبل الزفاف
وللزوج الحق في أن يطلب حقوقه الشرعية من زوجته وقتما شاء ذلك، مع مراعاة ظروف زوجته الصحية والنفسية حتى لا يؤثر عليها بالسلب. ولكن هل يحق للزوج أن يطلب من زوجته النكاح بمُجرد إتمام عقد النكاح "كتب الكتاب" وقبل أن يتم زفافهما؟
ورد سؤالاً لدار الإفتاء المصرية، لمعرفة حكم الشرع في الرجل الذي يطلب مُعاشرة زوجته سراً بعد إتمام عقد الزواج رسمياً أمام الأهل والأصدقاء والأقارب، ولكن دون أن يتم زفافهما وقبل أن تذهب الزوجة لبيت الزوجية.
رد دار الإفتاء
ورد على ذلك التساؤل فضيلة الشيخ الدكتور/ شوقي إبراهيم علام، مُفتي الديار المصرية، موضحاً أنه ليس للزوج الحق في المطالبة بالمُعاشرة الزوجية بمُجرد إتمام عقد الزواج كحق شرعي من حقوقه، وذلك حتى يتم الزفاف وتذهب الزوجة لتقيم بمنزل الزوجية وتتخذه مسكناً لها.
أما الدخول بالزوجة بعد كتب الكتاب دون استئذان ولي أمرها، ودون الأخذ في الاعتبار احترام الأعراف المُجتمعية والتقاليد المُتبعة في ذلك فلا يجوز شرعاً.
وذلك حفاظاً على حقوق كلا الزوجين في تقدير حصول الطلاق أو الوفاة مع إنكار الدخول. هذا والله سُبحانه وتعالى أعلى وأعلم.
المصدر:
https://www.dar-alifta.org/AR/ViewFatwa.aspx?ID=14379
Content created and supplied by: AmalDayem (via Opera News )
تعليقات