فضيلة الشيخ عطية صقر: هل يوجد حديث يقول إذا تعطرت المرأة تكون زانية؟ وهل هذا الحديث صحيح؟ وإذا كان العطر خفيفا بغرض إزالة رائحة العرق هل يحدث الزنا أيضا؟
فأجاب أمين لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر الشريف الشيخ عطية صقر رحمه الله علي هذا السؤال بقوله:
روي النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما؛ أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: أيما امرأة استعطرت فمرت علي قوم ليجدوا ريحها فهي زانية؛ وكل عين زانية. ورواه الحاكم أيضا وقال: صحيح. كما رواه أبو داود والترمذي بلفظ: كل عين زانية، والمرأة إذا استعطرت ومرت بالمجلس كذا وكذا يعني زانية. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وقد جاء في المأثور أن خير ما تعطرت به المرأة ما ظهر لونه وخفي ريحه. ويفهم من هذا أن وصف المرأة في الحديث بأنها زانية هو علي وجه التشبيه، وذلك يتحقق عندما تضع المرأة العطر بهدف أن يجد الناس ريحها، وهذا واضح لا يُشك أحد في أنه مذموم؛ فإنها تقصد بذلك حينئذ الفتنة والإغراء. ولا يتحقق ذلك إلا إذا كان عطر المرأة قويا أو نفّاذا. أما العطر الخفيف الذي تتعطر به المرأة ولا تقصد به الاغراء؛ ولا تتجاوز رائحته مكانه إلا قليلا؛ وتقصد المرأة بوضعه إخفاء رائحة العرق مثلا؛ فلا توصف المرأة آنذاك بأنها كالزانية وذلك لانتفاء القصد.
ثم قال الشيخ عطية أنه يري في هذه الحالة أيضا أن العطر الخفيف مكروه علي الأقل؛ لأنه حتي ولو كانت رائحة العطر خفيفة؛ ستجد من يتأثر بها من الرجال الذين تزدحم بهم المواصلات والطرق والأسواق. لذا أري أنه أولي للمرأة العفيفة الحرة أن تبتعد كل شيء قد يثير الفتنة من قريب أو بعيد. وإن كان القصد هو إزالة رائحة العرق؛ فإن هذ يمكن فعله بغسل المواضع التي يكثر فيها العرق؛ أو بالاستحمام دون الحاجة إلي وضع روائح.
أما وضع الروائح ثقيلها وخفيفها مع الزوج أو النساء أو المحارم من الرجال فلا مانع به؛ وذلك لأنه تنعدم الفتنة مع المحارم؛ وهو وسيلة للزوجة لإدخال السرور علي قلب زوجها، ويجعلها في موضع عدم انتقاد من النساء لها. وضمير المرأة له دخل كبير في هذا الموقف.
والله تعالي أعلي وأعلم
Content created and supplied by: ismael_moursy (via Opera News )
تعليقات