الجنابة لغةً: البُعد.
الجنابة اصطلاحًا: إنزال المني، أو التقاء الختانين، وسميت به لكونها سببًا لتجنب الصلاة شرعًا.
فيكون: بنزول المني أو بالتقاء الختانين ولو من غير إنزال: كتغييب الحشفة في الفرج قبلًا أو دُبرًا. ولو كان غير بالغٍ ولا عاقل (مذهب الشافعية والحنابلة) فلا يشترط أن يكون مكلفًا.
وشدد أئمة الحنفية على أنه يجب الغسل إن رأى بللًا ظنه منيًا بعد إفاقته من سكر أو إغماء. ويتوجب عندهم الغسل أيضًا لمن كان يغتسل وبعد انتهاءه خرج مني منه.
استثناءات
تستثنى من حالات وجوب الغسل من خروج المني بعض الحالات، والتي تختلف باختلاف الفقهاء .
عند الشافعية: إن خرج المني من غير شهوة ومن غير طريقه المعتاد، ولمرضٍ ما فلا يجب الغسل عند الشافعية، لكنه يجب في حال خروجه من غير شهوة مع سببٍ آخر، كأن يخرج بحمل حملٍ ثقيل، أو كسرٍ للظهر أو برد.
عند الحنابلة: إن خرج المني من غير شهوة (كأن يخرج لمرضٍ ما، أو لبردٍ أو كسر ظهر) من شخصٍ مستيقظ (لا نائمٍ ولا مغمىً عليه) عاقل (ليس بمجنونٍ ولا سكران) لم يجب عليه الغسل.
عند الحنفية: أن يخرج بشهوة ومتدفقًا، سواءً عند الرجل أو المرأة.
ويشترط خروج المني من الصلب ليتوجب عليه الغسل حسب اتفاق أئمة الحنفية، فإن احتلم ووجد اللذة ولم ينزل منه شيء، ثم توضئ وصلى، وبعد الصلاة نزل المني فلا يعيد الصلاة، إنما يعتبر حدثه حصل عند الخروج من الصلب، فيغتسل بعد الخروج فقط.
حكم تأخير غسل الجنابه
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال عبر الموقع الإلكتروني نصه: «ما حكم تأخير غسل الجنابة؟».
وأجابت الإفتاء بأن غسل الجنابة يجب على التراخي لا على الفور، إلا لإدراك وقت الصلاة فإنه يجب الغسل إذا ضاق وقت أداء الصلاة؛ لما قاله العلامة الشبراملسي في «حاشيته على نهاية المحتاج»: «قوله: (ولا يجب فورًا أصالة) خرج به ما لو ضاق وقت الصلاة عقب الجنابة أو انقطاع الحيض، فيجب فيه الفور؛ لا لذاته، بل لإيقاع الصلاة في وقتها».
وأضافت أنه مع ذلك يستحب للجنب إذا أراد معاودة الجماع أو الطعام أو النوم أن يتوضأ، وكذلك إذا اضطر للخروج من بيته ونحو ذلك؛ فعن أبي سلمة رضي الله عنه أنه قال: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يَرْقُدُ وَهوَ جُنُبٌ؟ قَالَتْ: «نَعَمْ، وَيَتَوَضَّأُ» رواه البخاري.
واستدلت بما قاله العلامة المرداوي في «الإنصاف»: «ويستحب للجنب إذا أراد النوم أو الأكل أو الوطء ثانيًا أن يغسل فرجه ويتوضأ».
كيفيّة الاغتسال من الجنابة
رُوي عن السّيدة عائشة رضي الله عنها في ذكر غُسل رسول الله - عليه الصّلاة والسّلام - من الجنابة قولها: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ. ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ.
ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ. ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّى إذَا رَأَى أنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ. ثُمَّ أفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ. ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ.
وفي رواية: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، فَبَدَأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَديثِ أبِي مُعَاوِيَةَ ولَمْ يَذْكُرْ غَسْلَ الرِّجْلَيْنِ)، ويمكن تفصيل كيفيّة الغُسُل من الجنابة كما ذكرها ابن قدامة المقدسي في كتابه المُغْنيّ حيث قال: الكامل يأتي فيه بعشرة أشياء:
النّية: فلا تُقبل عِبادةٌ ولا طاعة ولا عمل بلا نيّة، ويكفي لها مُجرّد العزم على فعل الشّيء وقصد فعله ابتداءً.
التّسمية: وهي نفسها البَسملة، أو قول الشّخص: بسم الله الرّحمن الرّحيم.
غسل يديه: ويغسلهما ثلاث مرات.
غسل ما به من أذى: ويُقصد به الفَرج تحديداً، فيُسَنّ لمن أراد الغُسل من الجنابة غَسلُ موضع الجنابة وهو الفرج، كما جاء في حديث عائشة - رضي الله عنها - سالف الذّكر.
الوضوء: والمقصود به الوضوء المعتاد بأركانه وسُننه، ويُسَنّ تأخير غسل القدمين إلى آخر الاغتسال.
أن يَحثي على رأسه ثلاث حثيات: بحيث يروي بها أصول الشّعر.
يفيض الماء على سائر جسده: وهو الرّكن الأساسيّ في غسل الجنابة، فإن اكتفى به أجزأه ذلك؛ لأنّ المقصود في الغُسل تعميم الماء على الجسم لإزالة النّجاسة وتحقق الطّهارة.
أن يبدأ بشقّه الأيمن ويدلّك بدنه بيده: ثم ينتقل إلى شِقّه الأيسر حتّى ينتهي من غسل جميع بدنه.
أن ينتقل من موضع غسله فيغسل قدميه: ويكون ذلك في نهاية الاغتسال حتّى يكون غسل القدمين بماءٍ طاهرٍ لم تُصِبه نجاسةٌ.
أن يُخلّل أصول شعر رأسه ولحيته بماء قبل إفاضته عليه.
المصادر
https://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%86%D8%A8
https://m.akhbarelyom.com/news/newdetails/2959650/1/%D9%85%D8%A7-%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%AA%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1-%D8%BA%D8%B3%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%A8%D8%A9%D8%9F-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A1-%D8%AA%D8%AC%D9%8A%D8%A8
https://mawdoo3.com/%D9%83%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D9%84_%D9%85%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A7%D8%A8%D8%A9
Content created and supplied by: FOGfog (via Opera News )
تعليقات
exmohamed
02-06 18:09:49معلومات مفيده جدا