يعرف الصحابيّ بأنّه مَن صَحِبَ النبي صلّى الله عليه وسلّم، أو رآهُ مِن المُسلمِين فهو مِن أصحابه، وخُصّ الصحابة بهذا التعميم؛ لأنّ من التقى بالنبي -صلّى الله عليه وسلّم- من المؤمنين قد تشرّف بهذه الصُحبة، فالمرء إن التقى بالصالحين تشرّف بهم وانتفع، فكيف حال من التقى وصحب النبي -صلّى الله عليه وسلّم- سيّد الأولين والآخرين، كان ذلك فضلٌ وشرفٌ لا يطاوله شيءٌ، فالصّحابة لهم فضلٌ عظيمٌ ذُكر شيءٌ منه في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ)،[١] وكذلك فقد أثنى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على أصحابه، وذكّرهم بالخير، والثناء الحسن، فقال: (إنَّ اللهَ اختار أصحابي على العالَمِين سوى النبيينَ والمرسلينَ، واختار لي من أصحابي أربعةً يعني أبا بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليّاً، فجعلهم أصحابي، وقال في أصحابي: كلِّهم خيرٌ)،[٢] وبثناء الله -تعالى- ونبيه الكريم على أصحابه فقد ثبتت عدالتهم جميعهم، لا يُستثنى منهم أحداً، حيث لا أعدل ممّن زكّاه الله -تعالى- واختاره لرفقة نبيه في حياته.
وفي الصحيحَيْن من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تسبُّوا أصحابي؛ فلوا أنَّ أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهبًا، ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه))[4].
وقالت عائشة - رضي الله عنها - عندما قيل لها: إِنَّ ناسًا يَتَنَاوَلون أصحابَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - حتى أبا بكر وعمر، فقالتْ: وما تَعْجَبون من هذا؟! انقطع عنهم العملُ، فأحبَّ الله ألاَّ يقطعَ عنهم الأجْرَ.
وروى الإمام أحمد في فضائل الصحابة عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: "لا تسبوا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فلمقامُ أحدهم ساعة خيرٌ من عبادة أحدكم أربعين سنة"[5].
وما أروعَ قولِ عَبد اللَّهِ بنِ مسْعودٍ حينما قال: "إنَّ الله نظَر في قلوبِ العباد، فوجَد قلب محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم خيرَ قُلوب العباد فاصطفاه لنفْسِه، فابتعثَه برِسالته، ثم نظَر في قلوب العباد بعدَ قلبِ محمَّد، فوجَد قلوبَ أصحابه خيرَ قلوب العباد، فجعلهم وُزراءَ نبيِّه يقاتلون على دِينه، فما رأى المسلمون حسنًا فهو عند الله حسَن، وما رَأَوا سيِّئًا فهو عندَ الله سيِّئ".
فيجب علينا نحن الآباء والأمهات أن نُعرِّف أبناءنا وبناتنا بهذا الجيل العظيم، ونحثهم على حب الصحابة والاقتداء بهم، والدفاع عنهم في كل زمان ومكان.
ومما لا شك فيه أن صحابه رسول الله اختارهم ربهم بعناية إلهية بالغة؛ ليحملوا هذا الشرف العظيم صحبة خاتم الأنبياء والمرسلين، اختارهم ليضع في زمنهم بذرة هذا الدين العظيم، واختارهم لحمل راية الإسلام وتأسيس قواعده وإرساء أركانه.
وقد ورد عنه صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال: "إنَّ الله اختارَ أصحابي على العالمين، سوى النبيِّين والمرسلين، واختار لي مِن أصحابي أربعةً: أبا بكر، وعمرَ وعثمانَ وعليًّا رضي الله عنهم فجعلهم أصحابي))، وقال: ((في أصحابي كلِّهم خيرٌ، واختار أمِّتي على الأمم، واختار مِن أُمَّتي أربعة قرون: القَرنَ الأوَّل والثاني، والثالث والرابع)) رواه البزار.
فقد أعلى الله شأنهم وذكرهم في كتابه العزيزِ في مواضع كثيرة مثنيًا عليهم، ومبيِّنًا فضلَهم؛ فقال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾.
وان كل صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم كان له شئ يميزه عن باقي الصحابه رضوان الله تعالى عليهم، ومن ضمن هؤلاء الصحابه الأجلاء العظام صحابي جليل كان يأتي سيدنا جبريل عليه السلام في صورته للنبي صلى الله عليه وسلم ألا وهو الصحابي الجليل سيدنا دحيه الكلبي وهو دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه، وقد ذكر العلماء أنه كان من أحسن الصحابة رضي الله عنهم وجهاً.
وقد روى النسائي بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن جبريل عليه السلام كان يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه.
وقد قال ابن حجر -رحمه الله- في ترجمة دحية بن خليفة الكلبي الإصابة : كان يضرب به المثل في حسن الصورة، وكان جبرائيل عليه السلام ينزل على صورته، وقد جاء ذلك في حديث أم سلمة، وروى النسائي بإسناد صحيح عن يحيى بن معمر عن ابن عمر رضي الله عنهما: كان جبرائيل يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي، وروى الطبراني من حديث عفير بن معدان عن قتادة عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان جبرائيل يأتيني على صورة دحية الكلبي، وكان دحية رجلاً جميلاً.
لا شك أن الصحابة هم خيرُ القرون وصُنَّاع دولة الإسلام، رُفقاء الشدائد والصعاب مع خير الخلق وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم. إنهم الصحابة الكرام، أهل التصديق بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل النصرة والجهاد، وأهل البيعة والمساندة ولقد اختارهم ربهم بعناية إلهية بالغة؛ ليحملوا هذا الشرف العظيم صحبة خاتم الأنبياء والمرسلين، اختارهم ليضع في زمنهم بذرة هذا الدين العظيم، واختارهم لحمل راية الإسلام وتأسيس قواعده وإرساء أركانه.
ولقد كان للصحابة مكانة عظيمة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((اللهَ اللَّهَ في أصحابي، لا تَتَّخذوهم غرَضًا بعْدي، فمَن أحبَّهم فبحُبِّي أحبهم، ومَن أبغضهم فببُغْضي أبغضهم، ومَن آذاهم فقدْ آذاني، ومَن آذاني فقدْ آذَى الله -عزَّ وجلَّ- ومَن آذى الله يُوشِكُ أنْ يأخذَه)) رواه الإمام أحمد في مسنده.
وفى الختام صلي على خير الأنام سيدنا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وخير السلام..
المصادر من :
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/18624/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%8A%D8%A3%D8%AA%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%AA%D9%87
https://www.masrawy.com/islameyat/shakhsiat_hawl_rasul/details/2016/8/7/912379/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84-%D9%8A%D8%A3%D8%AA%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%AA%D9%87-
Content created and supplied by: hassan90 (via Opera News )
تعليقات
عمرخليفة_01
02-05 07:44:14صلي الله عليه وسلم