أوضحت دار الإفتاء الإردنية عبر صفحتها الرسمية هذا الحكم حيث ورد إليها سؤال وجاء نصه "ما حكم الاستهزاء والسّخرية بمن ابتلي بمرض أو داءٍ، وهل تلزم التوبة والمسامحة؟" وأجاب دار الإفتاء أنه يحرم شرعا الاستهزاء بالإنسان عموماً وبمن ابتلي بمرض خاصة لقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11].
وأضافت أن الأخلاق الإسلامية تلزمُ المسلم باحترام الناس، وأن يقدّر المسلم أخاه الإنسان، الذي تجمعه به الكرامة الإنسانية؛ لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}، فالمسلم يعلم أنّ المرض والدّاء من عند الله سبحانه، يبتلي به من يشاء من عباده لحكمة أرادها، فقد ذكر الإمام البخاري في باب (أشدّ الناس ابتلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا؟ قَالَ: (أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ) قُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: (أَجَلْ، ذَلِكَ كَذَلِكَ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا).
كما نهى النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يظهر أحدنا الشماتة بأخيه لأي سبب فقال (لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ) رواه الترمذي، والمؤمن يلجأ إلى الله سبحانه، ويتضرع له، ويتذلل على أعتابه بالصلاة والذّكر والدعاء والصدقة وغيرها من أفعال الخير، ويبتعد عن كلّ ذنب، ويسأل الله العفو والعافية، فقد قَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، عَلَى المِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى وقالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الأَوَّلِ عَلَى المِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ: (اسْأَلُوا اللَّهَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ، فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ اليَقِينِ خَيْرًا مِنَ العَافِيَةِ) رواه الترمذي.
وشددت دار الإفتاء على أن من وقع في ذنب الاستهزاء والسخرية بالآخرين أن يبادر بالتوبة والندم والاستغفار له ولمن أخطأ في حقهم، وأن يطلب المسامحة ، فإن لم يستطع ينبغي أم يكثر من الدعاء لهم طلبا للمغفرة، والله تعالى غفار الذنوب.
المصدر:
https://www.aliftaa.jo/Question2.aspx?QuestionId=3569#.X_yVy_kVuyU
Content created and supplied by: أسراءأحمد (via Opera News )
تعليقات
أسراءأحمد
01-12 10:39:20زيتصثت
أسراءأحمد
01-12 10:39:18زيتتزص
أسراءأحمد
01-12 10:39:16دثااصزص