بسم الله الهادي الى صراطه المستقيم والصلاة والسلام على سيد الأولين والأخرين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، جميعنا في شتى بقاع الأرض نشاهد ونستمع للعديد من وسائل التكنولوجيا المختلفه التي تصل إلينا من خلالها الكثير من المعلومات والنصائح منها الجيد المحمود ومنها الخبيث المزموم، وكل يوم نشاهد ونستمع ونطالع في تلك الوسائل وعلى صفحات التواصل الاجتماعي الكثير ممن يحسبون أنفسهم أوصياء على دين الله في الأرض ، والذين يصدرون أحكامًا على خلق الله ، بالفسق والفجور تارة ، والإلحاد والكفر تارة أخرى ، بالاضافه الى انهم يشمتون بموت إنسان علي دين الإسلام بدلا من أن يترحموا عليه ، ويتوعدونه بالسعير وبئس المصير ؛ ربما لأنه كان يخالفهم الرأي أو لأنه كان يسير علي غير هواهم.
والتاريخ الإسلامي زاخر بالكثير من القصص التي وردت إلينا من عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وصحابته لتنهانا عن كل منكر وخبيث ومزموم من قول كان او فعل ، كما حملت لنا الكثير من العبر والعظات ؛ لتعلمنا دروس عملية في ديننا كي لا نقع في معاصي وذنوب ، تعد عند الله من الكبائر.
وإننا في هذا المقال نتناول قصة لصحابي ارتكب معصيه وذنب عظيم ادى به الى غطب الله ورسوله عليه، والى عدم قبول الارض ان يدفن فيها بعد موته بل ولفظته اكثر من مره، وهذا الصحابي هو مُحلّم بن جَثّامة.
حيث يروى انه خرجت سرية من المجاهدين قبل فتح مكه على عهد النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، فمرّت برجل من قبيلة معادية اسمه عامر الأشجعى ومعه غنم يرعاها، فلما رآهم ألقى عليهم السلام، فتقدم رجل من السريّة يُقال له مُحلّم بن جَثّامة لقتله، وكانت بينهما خلافات دنيوية ومشاحنات شخصية ليست لها علاقة بالإسلام، فنهاه من كان معه عن قتله وقالوا له: لقد ألقى علينا السلام فهو مسلم.
فردّ عليهم: إنما قالها خوفاً من القتل، وأسرع إلى رميه بسهم فقتله وسَلَبَ غنمه، فأخبروا النبى صلى الله عليه وآله وسلم بما جرى، فغضب النبىُّ غضباً شديداً.
وحضر أقارب عامر وأُحضِرَ مُحلّم ليحكم النبىّ فى قضيته فإما القصاص وإما الدية، فدُفِعَت الدية بعد أن رضى أهله بقبولها، ثم بعد ذلك دخل محلّم على النبىّ وهو يتوهم أن فعلته يمكن أن تمر هكذا، وطلب من النبى أن يستغفر له، فقال له نبىّ الرحمة : اذهب لا غفر الله لك.
فقام مصدوماً يمسح دموعه، ثمّ توفى بعدها بأيام، ودفنه أقاربه، فلما أصبحوا وجدوه خارج قبره، فأعادوا دفنه وأقاموا عليه حراسة ظناً منهم أن قبيلة القتيل قد نبشت قبره، فأصبحوا وقد لفظته الأرض مرة أخرى، فدفنوه مرة ثالثة، فلفظته الأرض مرة ثالثة، فوضعوه فى مغارة أو بين جبلين وغطوه بالحجارة.
وأخبروا النبىّ بخبر لَفظِ الأرض لجسده، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الأرض تقبل من هو شرٌ من صاحبكم، ولكن الله أراد أن يعظكم»، وقال لهم كما فى رواية أخرى: «ولكن الله أراد أن يخبركم بحُرمتكم فيما بينكم».
وفي نهاية المقال نصلي ونسلم على خير البشريه سيدنا محمد الهادي البشير وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا.
المصدر
https://ameraty.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D8%B1%D9%81%D8%B6%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B1%D8%B6-%D8%AF%D9%81%D9%86%D9%87/
https://akhbarak.net/news/2020/08/04/22207364/articles/39904855/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D8%B1%D9%81%D8%B6%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6-%D8%AF%D9%81%D9%86%D9%87-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%85%D9%88%D8%AA%D9%87-%D9%88%D8%AF%D8%B9%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A
Content created and supplied by: الخيال (via Opera News )
تعليقات