يضعف المُسلم في بعض الأحيان فيقع في المُحرّمات، ومن رحمة الله -تعالى- به بأن فتح له باب التوبة؛ فمن تاب بعد ذنبه تاب الله -تعالى- عليه، والتوبة التي أمر الله -تعالى- بها هي التوبة النصوح الواردة بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّـهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)،[١] كما ويقتدي المُسلم بالنبي -عليه الصلاة والسلام- الذي كان يتوب إلى الله -تعالى-دائماً، قال -عليه السلام- عن نفسه: (واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً)،[٢] والتوبة ليست محصورة بالمسلم العاصي فقط؛ إنّما تتعدّى إلى غير المسلم أيضاً في حال أراد أن يُسلم؛ فيبدّل الله -تعالى- سيئاته حسنات، قال -عزّ وجلّ-: (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَـئِكَ يُبَدِّلُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمً).[٣][٤]

التوبه

التوبة هي سبب في نيل رضوان الله تعالى والفوز بمحبته؛ فالله تعالى يحبُّ التَّوابين، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).

و من شروط التوبة النصوح، إعادة الحقوق إلى أصحابها إذا كانت الذنوب متعلقة بحق عيني لأحد، كا سرق مال غيره أو أكل ميراث أحد، و الإقلاع عن الذنب، و الندم على فعل الذنب و العزم على عدم العودة إلى هذا الذنب مرة أخرى، حتى لو عاد بعد توبة نصوحة فالله غفور رحيم، فالله سبحانه وتعالى يغفر كبير الذنوب وصغيرها؛ وقال تعالى:" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)" الزمر.

والله سبحانه وتعالى كما أنه شديد العقاب؛ فهو غفور رحيم يقبل التوبة عن عباده كما ذكر القرآن الكريم: " وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ" ويقول الله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا".

و قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، إنه يجب على كل إنسان منا أن يتوب ويستغفر لله كل يوم، ويعزم على ألا يعود إلى ذنوبه.

واضاف؛ أن باب التوبة مفتوحة إلا في وقتين .. إن الله تعالى حدد وقتين تقفل فيهما باب التوبة هما، الأول أن يغرغر الإنسان ومعنى يغرغر الإنسان، أى أن تصل روحه إلى الحلقوم، والثاني: عند خروج الشمس من المغرب، فعَنْ أبي عَبْدِ الرَّحْمن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمرَ بن الخطَّاب رضيَ اللهُ عنهما عن النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: «إِنَّ الله عزَّ وجَلَّ يقْبَلُ توْبة العبْدِ مَالَم يُغرْغرِ» رواه الترمذي وقال: حديث حسنٌ.

واذا اتممت القراءه فصلى على رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام

مصادر

https://www.elbalad.news/4692911

Content created and supplied by: MeraaGamal (via Opera News )