يعدّ ذكر الله تعالى من أبرز الأمور التي تدل على قرب العبد من ربه ومحبته له، وأمر الله تعالى عباده بذكره وجعله باباً لرضاه، حيث قال في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً) [الأحزاب: فالذكر سكينةٌ للنفس وطمأنينةٌ للقلب، به تنفرج الكروب وتُحلّ العقد، ويؤدي إلى محبة الله عز وجل.
وقال ربنا فى كتابه الكريم-:( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا.) و ذكر الله من أعظم الأفعال التي يتقرب بها العبد إلى الله -عز وجل،وقد جعل الله لمن ذكره الأجر العظيم، وأزال عنه الهموم، وأعانه على قضاء حوائجه، وخصّه الله بمحبته، ووسع له في رزقه، وجعله ممن يدخلون الجنة يوم القيامة.عن أَبِي الدرداء - رضى الله عنه- أن النبي - صلى اللهُ عليه وسلم- قال : « ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم، الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل ، فإما أن يقتل وإما أن ينصره الله ، ويكفيه ، فيقول : انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه، والذي له امرأة حسنة ، وفراش لين حسن فيقوم من الليل، فيقول : يذر شهوته فيذكرني ولو شاء رقد ، والذي إذا كان في سفر، وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا ، فقام من السحر في سراء وضراء»، رواه الحاكم في المستدرك، والطبراني في الكبير بإسناد حسن.
ذكر علماء الحديث فى شرح مستدرك الحاكم، أن المراد بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- « ثَلاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، يَضْحَكُ إِلَيْهِمْ وَيَسْتَبْشِرُ بِهِمْ» هو إخبار المسلمين بأن هؤلاء الثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم - تعالى- وأولهم: رجل قاتل في سبيل الله، فإذا انهزمت فئة من أصحابه ثبت هو وقاتل من ورائها صابرا محتسبا يحمي الباقين، ولم يفر أو يجبن أو يضعف؛ لأنه موقن بنصر الله أو الموت في سبيله.
و الثاني: يظهر في قوله –صلى الله عليه وسلم- « وَالَّذِي لَهُ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ وَفِرَاشٌ لَيِّنٌ حَسَنٌ، فَيَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ»أى: رجل له زوجة حسنة وفراش ناعم مريح فترك ذلك لله وقام للتهجد بالليل، فيقول الله -تعالى-: « فَيَذَرُ شَهْوَتَهُ، فَيَذْكُرُنِي وَيُنَاجِينِي وَلَوْ شَاءَ لَرَقَدَ»أى: يدع شهوته وحاجة نفسه إلى النوم أو إلى امرأته من أجل مناجاتي وذكري ولو شاء نام ولم يقم.
و الثالث: رجل سافر مع رفقة، فسهروا بالليل حتى تعبوا ثم هجعوا أي ناموا ولا شيء هو أحب وأشهى للمسافر من النوم بعد التعب والسهر، ويظهر في قوله - صلى الله عليها وسلم-: « وَالَّذِي يَكُونُ فِي سَفَرٍ وَكَانَ مَعَهُ رَكْبٌ، فَسَهَرُوا وَنَصَبُوا ثُمَّ هَجَعُوا»، وقوله - عليه الصلاة والسلام: « فَقَامَ فِي السَّحَرِ فِي سَرَّاءٍ أَوْ ضَرَّاءٍ »، أى: فقام هو من دونهم يصلي بالسحر وهو جوف الليل الآخر وترك النوم لله -تعالى- وقام يناجيه بالسحر، ويدعوه فى السراء والضراء؛ وهذا القول يدل على أن حاله مع ربه لا يختلف يذكر الله على كل حال سواء كان في مسرة أو في مضرة .
ولا عجب فيما سبق ذكره فلقد عرف الله -عزّ وجلّ- نفسه لعباده باسمه الكريم، فجعل الكرم صفةً من صفاته، فهو من انفرد بالمُلك والغنى، واختصّ لنفسه بالسلطان والعظمة والجاه، وهو الذي يغفر لمن يعصيه، ويستر عباده الذين يطّلع على أفعالهم، بل ويمهلهم حتى يتوبوا عنها، وهو أيضاً من إذا وعد وعداً أوفى بوعده، ثمّ إنّ من لجأ إليه لا يضيع أبداً، ومن توكّل عليه لن يندم، وهو الذي يبسط يديه بالخيرات لعباده، لما له من سلطةٍ على خزائن السماوات والأرض، وقد حكى ابن العربي -رحمه الله- ستة عشر قولاً في معنى اسم الله الكريم، منها الذي يعطي بلا عوضٍ، والذي يعطي دون سببٍ، ومنها أنّه الذي يعطي المحتاجين وغير المحتاجين، ومنها الذي يعطي قبل أن يُسأل أو يُطلب منه، ومنها أنّه الذي لا يترك من توسّل إليه، فيظهر من ذلك أنّ الله -سبحانه- كثير الخير والكرم على عباده لعموم قدرته، وسعة عطائه، قال الله تعالى في القرآن الكريم: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) والله سبحانه دائم التفضّل، والكرم، والإحسان.
إذا اتممت القراءة فصلى على النبى العدنان حبيب الرحمن رسول الإسلام المؤيد بالقرآن شفيع الخلائق يوم الزحام محمد عليه الصلاة والسلام.
مصادر
https://www.elbalad.news/4664601
Content created and supplied by: hassan90 (via Opera News )
تعليقات