رضا الله عز وجل ومحبته هما غاية كل مسلم، فبرضى الله سبحانه يرضى عنا كل شئ، وبسخطه يسخط عنا كل شئ، فلا يستوِي من يتَّبِعُ رِضوانَ الله مع من يبُوءُ بغضبِ الله، فهما صنفان من الناس كلاهما يقع عليه مصير مغاير.
ورضاه سبحانه هو الأمنيةُ التي من أجلِها بكَت العيونُ وتألمت قلوبُ الصالِحين، ومن أجلها فُعلِت الطاعات واجتهدت الأنفُس في تقديم الصالحات، وهو أعلَى المطالِب وأعظمُها، وكثير من الخلق ربما يتجسد بداخلهم قول الشاعر :
" فليتك تحلو والحياة مريرة، وليتك ترضى والأنام غضاب، وليت الذي بيني وبينك عامر ، وبيني وبين العالمين خراب، إذا صح منك الود فالكل هين، وكل الذي فوق التراب تراب."
فرضى الله هو منتهى الأمل والغاية، وهو منتهى الرجاء لعباد الله الصالحين، وقال الله تعالى: {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، وهذا يعني أنه لا فلاح أكبر من رِضوان الله.
وفي هذا السياق أخبرت دار الإفتاء عن عدة إشارات تخبرنا أن الله جل وعلا راض عنا ويحبنا، وسنذكرها فيما يلي ..
1- أن يتيسر للعبد القبول في قلوب العباد، وهذا انعكاس لحب الله له وحب الملائكة وأهل السماء، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- قَالَ: «إِذَا أَحَبَّ اللهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحْبِبْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الْأَرْضِ».
2- أن يتيسر لك اتباع الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم - والاقتداء بسنته الشريفة.
3- أن لا تجد في قلبك معاداة أو كراهية لأحد من الصالحين، ومنهم أخفياء لا يتفطن لهم الناس، ولهذا فالمؤمن منشغل بعيوبه عن عيوب الناس، لأن ربه أعلم بهم وبه، وهو أعلم بالصالحين.
4- أن تكون رحيماً متواضعاً مع إخوانك المؤمنين، وأن تكون عزيز النفس في تعاملك مع غير المؤمنين، وأن تكون مجاهداً لهوى نفسك وشيطانك، وأعوان السوء، وأن تكون متجنباً لمساوئ الأخلاق، وألا تخاف ملامة الناس في تمسكك بالحق.
5- أن تحافظ على الفرائض مع الاستكثار من النوافل حتى يغلب على سائر جوارحك من قلبك ويدك ولسانك وسائر قواك الحكمة الإيمانية، وينعكس ذلك على غايتك في الإصلاح وهي المهمة التي استخلف الله عليها الإنسان في الأرض لإقامتها.
6- أن تجد نفسَك مدفوعة ومقبلة على الطاعة، مشغولة بذكر الله والتعرف عليه، والتأمل في آياته القرآنية والكونية، وان تكون متفكراً ذاكراً مكثراً للسجود بين يدي الله، متقرباً في حضرة ربك، وأن تجد أُنسك بحضرته القدسية، وكلما تيسر لك هذا كان دليلاً على أن الله يحبك ويقربك ويُقبل عليك أكثر من إقبالك عليه سبحانه.
رزقنا الله حبه ورضاه ووفقنا وإياكم إلى أن نكون أهلاً لهذا.
- المصادر:
https://www.dar-alifta.org/AR/ViewFatwa.aspx?LangID=1&ID=13309
Content created and supplied by: AhmedSayed70 (via Opera News )
تعليقات
GUEST_No29R24oN
02-10 06:29:09اللهم آمين يارب العالمين
NabelaElzomor
02-10 04:12:45يارب اللهم امين يارب العالمين
شيرينمحمدم
02-10 13:30:46اللهم آمين يارب العالمين اللهم احسن خاتمتنا يارب العالمين