لا شك ان للصحابة مكانة عظيمة في قلب النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((اللهَ اللَّهَ في أصحابي، لا تَتَّخذوهم غرَضًا بعْدي، فمَن أحبَّهم فبحُبِّي أحبهم، ومَن أبغضهم فببُغْضي أبغضهم، ومَن آذاهم فقدْ آذاني، ومَن آذاني فقدْ آذَى الله -عزَّ وجلَّ- ومَن آذى الله يُوشِكُ أنْ يأخذَه)) رواه الإمام أحمد في مسنده.
ولقد أعلى الله شأنهم وذكرهم في كتابه العزيزِ في مواضع كثيرة مثنيًا عليهم، ومبيِّنًا فضلَهم؛ فقال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الفتح: 29] .
وعلى ضوء ما سلف ذكره سنتحدث اليوم عن صحابي جليل .. رأى أمين الوحي سيدنا جبريل عليه السلام مرتين ورد عليه السلام، وكان يتميز بصوت عذب يحنو إليه كل من سمع تلاوته للقرآن الكريم، حتى أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قد سمع صوته في الجنة وهو يقرأ القرآن، ومدحه وقال عنه إنه أبر الناس بأمه.
إنه الصحابي الجليل الكريم " حارثة بن النعمان " هذا الصحابي -رضي الله عنه - من الأنصار، وكان قد أسلم على يد "مصعب بن عمير" - رضي الله عنه - أول سفراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة ، وكذلك أسلمت أمه " جعدة بنت عبيد " وأسلمت كذلك أسرته كلها.
وقد كان "حارثة بن النعمان" رضي الله عنه بارًا بوالديه، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قارئ يقرأ ، فقلت: من هذا؟ .. قالوا: هذا حارثة بن النعمان.
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "كذاك البر، كذاك البر "، وكان أبر الناس بأمه" ، نال هذا الصحابي البار بأمه شرف رؤية أمين الوحي سيدنا جبريل عليه السلام مرتين، فيحكي لنا حارثة بن النعمان فيقول: "رأيت جبريل من الدهر مرتين :يوم الصورتين " مكان بالمدينة " حين خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى بني قريظة، مر بنا في صورة دحية، فأمرنا بلبس السلاح ".
والمرة الثانية التي رأي فيها جبريل- عليه السلام - يوم موضح الجنائز حين رجعنا من حنين ، مررت وهو يكلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم أسلم ، فقال جبريل: من هذا يا محمد؟ قال: "حارثة بن النعمان ، فقال: أما إنه من المائة الصابرة يوم حنين الذين تكفل الله بأرزاقهم في الجنة، ولو سلم لرددنا .
كما أن صجابه رسول الله هم صُنَّاع دولة الإسلام، رُفقاء الشدائد والصعاب مع خير الخلق وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم. إنهم الصحابة الكرام، أهل التصديق بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل النصرة والجهاد، وأهل البيعة والمساندة ولقد اختارهم ربهم بعناية إلهية بالغة؛ ليحملوا هذا الشرف العظيم صحبة خاتم الأنبياء والمرسلين، اختارهم ليضع في زمنهم بذرة هذا الدين العظيم، واختارهم لحمل راية الإسلام وتأسيس قواعده وإرساء أركانه.
ولقد قدم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم خير المثل في التضحية والفداء بالنفس والمال والأهل في سبيل نصر دين الله والشجاعة والإقدام وحبهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - فقد كانوا نبراسًا ونجوم يهتدي بهم المسلمين إلى مكارم الأخلاق .
وفى الختام نصلى على النبى العدنان المنزل عليه القرآن من قبل الرحمن وعلى آله وصحبه الكرام
المصدر
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1293646
https://www.masrawy.com/islameyat/shakhsiat_hawl_rasul/details/2017/2/26/1034611/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D8%B1%D8%A3%D9%89-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84-%D9%85%D8%B1%D8%AA%D9%8A%D9%86-
https://www.akhbarona.com/mobile/religion/200978.html t
Content created and supplied by: hassan90 (via Opera News )
تعليقات
GUEST_k7x8M6oVX
02-14 21:13:20ليت أبناءنا يقرؤون هذا المقال ليعرفوا قيمة بر الوالدين فهذا الصحابي الجليل سمعه النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن في الجنه لأنه كان بارا بوالديه