الموت هو إحدى الحقائق المؤكدة التي لا ينكرها أي مخلوق، ولا مفر لأي أحد منها مهما بلغ عمره، وحتى ملائكة الله عليهم جميعا السلام كتب عليهم الموت.
ونؤمن جميعاً بملك الموت، والذي وكله الله سبحانه وتعالى بقبض الأرواح، بأمره عز وجل، ولكن كان أحد الأسئلة التي تأتي في بال الكثيرين:
كيف يقبض ملك الموت أرواح الآلاف بل وربما الملايين من البشر في آن واحد وفي أماكن مختلفة يفرق بينها ملايين الكيلومترات؟
في الحقيقة، لا شك في أن الله عز وجل، قد منح ملائكته الكرام العديد من القوى والأمور الخارقة، والتي لم يمنحها لأحد غيرهم من خلقه، ويصعب على عقولنا البشرية استيعابها.
ولكن.. يتضح مما جاء في القرآن الكريم، وما ورد عن العديد من الأئمة والعلماء، أن الله تعالى قد خلق أعوان لملك الموت، يقبضون الأرواح، وأن ملك الموت هو من يأمرهم.
حيث قالت دار الإفتاء المصرية، أن المتوفى على الحقيقة، هو الله سبحانه وتعالى، فقال الله تعالى في كتابه العزيز: "قل يا أيها الناس إن كنتم فى شك من دينى فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذى يتوفاكم".
وقال تعالى: "والله خلقكم ثم يتوفاكم".
وتؤكد الآيات الكريمة أن الأمر بالموت والوفاة هو مسند لله سبحانه وتعالى، وأن قيام ملك الموت بقبض الأرواح هو تنفيذاً لأمره عز وجل، والذي لا مفر منه.
فقال الله تعالى: "قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون".
وأضافت دار الإفتاء المصرية، أن الله عز وجل قد خلق أعوانا لملك الموت، وذلك لقوله تعالى: "حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون".
وقال تعالى: "فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم".
وقال تعالى: "ولو ترى إذ الظالمون فى غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم".
وعن مجاهد قال: "جعلت الأرض لملك الموت مثل الطست يتناول من حيث شاء، وجعل له أعوان يتوفون الأنفس ثم يقبضها منهم".. أخرجه عبد الرزاق، وأحمد فى "الزهد"، وابن جرير، وابن المنذر، وأبو الشيخ فى "العظمة"، وأبو نعيم فى "الحلية".
وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أنه مع وجود أعوان لملك الموت، إلا ان ملك الموت هو رئيسهم، وأن الخطوة الواحدة تصل من المشرق إلى المغرب.
فعن الربيع بن أنس، قال: "أنه سئل عن ملك الموت: هل هو وحده الذى يقبض الأرواح؟، قال: هو الذى يلى أمر الأرواح، وله أعوان على ذلك، غير أن ملك الموت هو الرئيس، وكل خطوة منه من المشرق إلى المغرب".. أخرجه ابن جرير.
وجاء في تفسير الإمام الطبرى، لقوله تعالى: "توفته رسلنا": "فإن قال قائل: أو ليس الذى يقبض الأرواح ملك الموت، فكيف قيل: "توفته رسلنا"، "والرسل" جملة وهو واحد؟، أو ليس قد قال: "قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون"؟، قيل: جائز أن يكون الله تعالى ذكره، أعان ملك الموت بأعوان من عنده، فيتولون ذلك بأمر ملك الموت، فيكون التوفى مضافا، وإن كان ذلك من فعل أعوان ملك الموت إلى ملك الموت؛ إذ كان فعلهم ما فعلوا من ذلك بأمره.
وقال القرطبى: قوله تعالى: "توفته رسلنا"، المراد: أعوان ملك الموت، قاله ابن عباس وغيره.
والله تعالى أعلى وأعلم.
ونسأل الله تعالى ألا يتوفانا إلا وهو راضٍ عنا وأن يحسن ختامنا جميعاً ويغفر ذنوبنا إنه هو الغفور الرحيم.
المصدر:
https://m.youm7.com/story/2016/11/26/%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%86-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D9%82%D8%A8%D8%B6-%D9%85%D9%84%D9%83-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA-%D8%A3%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AB%D9%8A%D8%B1-%D9%81%D9%89/2983471
Content created and supplied by: shady9898 (via Opera News )
تعليقات