وعد الله -تعالى- عباده المؤمنين الموحّدين بخيرٍ لا يفنى، ونعيمٍ لا يُملّ في الآخرة؛ وذلك إكراماً وجزاءً لهم على ما صبروا وثبتوا في حياتهم الدنيا أمام الشهوات وهوى النفس، حيث قال الله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى*فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى).
وقد أعدّ الله تعالى لأهل الجنة أنواعاً كثيرةً من الأطعمه؛ ممّا علمها الإنسان وممّا لا يعلمها، ومن كثرتها يظنّ أهل الجنة أنّهم قد رأوها من قبل فإذا هي أصنافٌ جديدةٌ متشابهةٌ في الشكل واللون، ففي الجنة ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ومن طعامهم: الثمار واللحم، لقوله تعالى: (وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ*وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ)، وفيها كلّ ما يطلبه ويشتهيه الإنسان، لقوله تعالى: (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ)،ومن مميزات وخصائص فاكهة الجنة أنّ لكلِّ نوعٍ منها صنفين، وكلُّ صنفٍ له مميزاته وخصائصه التي تختلف عن الصنف الآخر، بالإضافة الى أن فاكهة الجنة تكون مُذلّلةً لهم، كما وأن طعام الجنة يمتاز بلذته، ويُعطى أهل الجنة قوةً عظيمةً وذلك للحصول على اللذة الكاملة في الجنة.
وقد وضح لنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الجنة منازل ودرجات وأن أقل درجة فى الجنة يحظى بها المؤمن تكون عشرة أضعاف مُلك مَلك من ملوك الدنيا وكل ما تشتهيه نفسه وتلذ به عينه وإن موضع السوط فى الجنة خير من الدنيا وما فيها.
ولقد بين سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن أول طعام يأكله أهل الجنة هو زيادة كبد الحوت الذى يأكل من أطراف الجنة، وزيادة كبد الحوت القطعة المنفردة المعلقة فى الكبد وهى أهنأ طعام، والعبرة من ذلك الإشارة إلى نفاد الدنيا وانتهائها وأن الله سبحانه وتعالى يجعل الأرض كالرغيف العظيم ويكون طعاما و نزلا لأهل الجنة.
حيث روى الإمامان البخاري ومسلم رحمهما الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يكفأها الجبار بيده كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة.
وبخصوص اختيار الله تعالى لكبد الحوت خاصة ، حيث يرى بعض العلماء إن فى ذلك إشارة إلى نهاية الدنيا التي هي دار الزوال والانتقال إلى الجنة التى هى دار القرار لأن الحوت من الحيوانات المائية التى تشير إلى عنصر الحياة فى الأرض وأكل أهل الجنة لكبده تأكيدا على نهاية الدنيا وبداية الآخرة.
يذكر أن الطعام سوف يقدم لأهل الجنة على آنية من الذهب والفضة، قال تعالى " ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قوارير من فضة قدروها تقديرا"، أي اجتمع فيها صفاء القوارير وبياض الفضة.
رزقنا الله جميعا" فسيح جناته.
إن أتممت القراءة صلي على سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم و شاركنا بذكر محبب إلي قلبك لعلها ساعة إجابة .
المصادر :
https://www.masrawy.com/islameyat/makalat-other/details/2018/2/6/1257830/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%88-%D8%A3%D9%88%D9%84-%D8%B7%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%8A%D8%A3%D9%83%D9%84%D9%87-%D8%A3%D9%87%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A9-
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/25065/
https://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2014/10/09/601722.html
Content created and supplied by: الخيال١ (via Opera News )
تعليقات