إن الله عز وجل هو الرحيم بعباده فهو الذي خلق الإنسان وجعل له من الأسباب ما يعينه على أن يعيش حياته بكل سلاسة ويسرٍ في طاعته عز وجل، ومن ضمن هذه الرحمة بنا أنّ جعل الله عز وجل لنا الذكر و الدعاء الذي يقوم به الإنسان بالتوجه إلى الله تعالى ليطلب منه الرحمة والغفران أو يطلب منه أن يعينه على الدنيا ومغرياتها، فلو تُرك الإنسان لوحده في هذه الدنيا الفسيحة لما استطاع الصمود في الدنيا حتى ولو لبرهةٍ قصيرةٍ من الزمن، إذ إنّ الإنسان هو أضعف المخلوقات لوحده، فلذلك يستمد الإنسان الحكيم قوته من الله عز وجل فهو القوي الذي خلق الإنسان والقادر على إعانته في الدنيا والآخرة فيعتبر هذا أول فضل وفائدةٍ للدعاء إذ إنه يمدّ الإنسان بالقوة التي تلزمه كي يقوم بالسير على الصراط المستقيم الذي وضعه الله تعالى للإنسان.

وإنَّ من أفضل الأعمال الصالحة اليسيرة التي تقرب المسلم إلى ربه جل وعلا الذكرُ وقد ذكر الله تعالى الذاكرين في كتابه بأجل الذكر، فقال الله سبحانه: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ . الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:190-191].

وبيَّن في آية أخرى فضل الذكر، وأنه تطمئن به قلوب أهل الإيمان؛ فقال: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28]، وجعل جزاء الذاكر أن يذكره سبحانه وهل هناك أرفع من أن يذكر الله سبحانه عبده المؤمن؟! قال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ}.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلم قال: «يقول الله عزَّ وجلَّ: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأٍ هُمْ خير منهم» وقال ابن القيم رحمه الله: "ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلاً وشرفًا" .

وعلى ضوء ما قد سلف ذكره فقد بين فضيلة مفتي الجمهوريه السابق الدكتور "علي جمعة" أن هناك خمس كلمات يطلق عليها الباقيات الصالحات وهي كالتالي :

1- سبحان الله

2- الله اكبر

3- الحمد لله

4-  لا إله إلا الله

5- لا حول ولا قوة إلا بالله

ومما يجب أن نعلمه أن المداومة على مثل هذه الكلمات يبقى ثوابها بعد وفاة الإنسان ، فهي نور في القبر وضياء يوم القيامة ، كما أوضح فضيلة المفتي السابق الدكتور"علي جمعة" أن هناك خمس كلمات أخرى يجب أن يداوم عليها العبد المسلم وهي كالتالي :

1- إنا لله وإنا إليه راجعون

2- حسبنا الله ونعم الوكيل

3- استغفر الله

4- توكلت على الله

5- اللهم صل على محمد

لتكون بذلك هي تمام العشر كلمات ، كما أوصانا رسولنا الكريم على ذكر الله فهو خير لنا من إنفاق الذهب وهو خير من أن نلقي عدونا فنضرب أعناقهم ويضرب أعناقنا .

وذكر الله يستجلب النعم، وبمثله تستدفع النقم، وهو قوت القلوب، وقرة العيون، وسرور النفوس، وروح الحياة، وحياة الأرواح. ما أشد حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه، لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال ولما كان ذكر الله بهذه المنزلة الرفيعة والمكانة العالية فأجدر بالمسلم أن يحافظ عليه حتى ينال الأجر والثواب من الله الوهاب.

وفى الختام إذا اتممت القراءة صل على من أنزل عليه القرآن حبيب الرحمن شفيع الخلائق يوم القيام محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله وصحبه الكرام.

المصادر

صدى البلد

يوتيوب

Content created and supplied by: hassan91 (via Opera News )