المفتي يصحح خطأ شائعا حول الدعاء للمتوفي
الحمد لله ذو الفضل العظيم سبحانه وتعالى عما يشركون الحمد الله الذي أراد فقدر وخلق وأمر وعبده سبحانه فأثاب وشكر وعصى فعذب خضع كل شئ لعظمته ونشهد ان لا اله الا الله وان سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله طب القلوب ودوائها نور الأبصار وضياؤها "
القبر هو أول منازل الآخرة وهو المحطه ما بين عالم البرزخ والآخرة كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (القَبرُ أوَّلُ مَنازِلِ الآخِرةِ، فإنْ يَنجُ منه فما بَعدَه أَيْسَرُ منه، وإنْ لمْ يَنجُ منه فما بَعدَه أَشَدُّ منه)
دائما ما ندعي لشخص بهذا الدعاء كثيرا ( الله يرحمه ويغفر له ويجعل مثواه الجنة ) ولكن هناك بعض المفسرين تقول ان هذا الدعاء لا يجوز الدعاء بة إنما الدعاء الصحيح هو الله يرحمه ويغفر له ويجعل مأواه" الجنة فما هو الفرق بين المأوى والمثوي
مـفـهـــوم ( مأوى ) و ( مثوى ) في القرآن الكريم
أولا:- مفهوم المأوى :
المأوى في اللغة هو المستقر الذي يبلغه من يسعى ويجهد في الوصول والمأوى هو المكان الأخير للإنسان في الآخرة ويدخل فيها الى عالم الخلود سواء كان لأهل الجنّة أو لأهل النار وقد وصف الله عزوجل ذلك كلمه (المأوي) فى كتابة العزيز في قولة تعالى :- ( فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى) المأوى يقصد بها الناروقولة تعالى (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) المأوى يقصد بها الجنة وايضا فى قولة تعالي (أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) وهنا تعنى أن المأوى شامل حيث جائت لتصف حيثيات البقاء ومآل أهل النار أهل الجنة معاً
ثانيا :- مفهوم المثوى :
المثوى في اللغة هو المستقر الذي يبلغه الشخص بعد عناء ومكابدة ويصل إليه بدون تخطيط ولا سعي ولا تدبير مسبق وقد يكون مثوى سوء أو مثوى خير ووصف الله ذلك في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ).. الآية 23 ..
عندما وصل سيدنا يوسف إلى مصر بعد رحلة من التعب والذل الذى تعرض لة من جانب اخوتة اشتراه العزيز وسكن فى منزلة فكان بيت العزيز مثواه ومستقره الذي لم يكن يسعى إليه ولم يخطط للوصول إليه فلما وصل أحسن العزيز مثواه وقد كان يحتمل أن يكون مثوى سيء فعلم من ذلك أن المثوى له حال حسن وحال سيء
استخدامت كلمة مثوى لأهل النار كثيرًا ويرجع ذلك لكونها مستقر ومآل سوء وصلوا إليه وجاءت كلمة مثوى لتصف حال أهل النار فجاءت فى كتابة العزيز في قولة تعالى(-فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) وفى اية اخرى ايضا (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ ) صدق الله العظيم
وبناء على كل ما سبق ذكره فالمثوى هو المستقر الذي يصل إليه المرء بعد المكابدة وليس له يد أو سعي أو تدبير في الوصول إليه وقد يكون مثوى سوء أو مثوى حسن أما المأوى فهو الموضع الآمن والمآل المريح الذي يسكن إليه المرء بعد جهد وسعي ومكابدة للوصول لهذا المأوى والالتجاء إليه
أوضح الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية إن الدعاء للمتوفى بأن يجعل الله مثواه الجنة صحيحٌ شرعًا ولا وجه لاختصاص المثوى بالنار لا من جانب الشرع ولا من جانب اللغة والقول بالمنع من ذلك منشؤه التنطع والتقعر المذمومان فضلًا عن كون مدعيه جاهلًا باللغة والشرع.
اخيرا :
جعل الله الجنة لنا ولكم مأوى وجعل الكافرين النار مثوى لهم
https://www.elbalad.news/4522848
https://www.elbalad.news/4517715
https://www.dar-alifta.org/ar/ViewFatwa.aspx?sec=fatwa&ID=15508&%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%A1_%D9%84%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%89_%D8%A8%D8%A3%D9%86_%D9%8A%D8%AC%D8%B9%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D9%85%D8%AB%D9%88%D8%A7%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A9
Content created and supplied by: [email protected] (via Opera News )
تعليقات