ذكر الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة المائدة أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام حملوا الرسالات السماوية بكل عزم وإيمان ؛ ومضوا في كنف الرحمن داعين إلى الإيمان بالله سبحانه وتعالى وعدم الشرك به ؛ وتحملوا الكثير من المشاق في سبيل الدعوة ، سيدنا عيسى عليه السلام وهو من أولي العزم من الرسل حمل أمانة رسالته وأقام أمور الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بكل صبر وإيمان ؛ وهناك مَن صدقّه ونصره.
وهناك مَن كذّب وسعى محاربًا الدعوة الجماعات التي آمنت بالله ونصرت نبي الله عيسى عليه السلام وأخلصوا إليه أُطلق عليهم اسم "الحواريين" وطلبت هذه الجماعة من سيدنا عيسى عليه السلام مائدة من السماء لكن المفسرون والعلماء اختلفوا في بيان هذه الآية فيقول كتاب البداية والنهاية لابن كثير تحت باب "ذكر خبر المائدة"
قال الله تعالى: "إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللَّهُ إِنِّى مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّى أُعَذِّبُهُ عَذَابا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدا مِنَ الْعَالَمِينَ: (المائدة: 112-115).
فقد ذكرنا في التفسير الآثار الواردة في نزول المائدة عن ابن عباس، وسلمان الفارسي، وعمار بن ياسر وغيرهم من السلف، ومضمون ذلك: أن سيدنا عيسى عليه السلام أمر الحواريين بصيام ثلاثين يوما، فلما أتموها سألوا سيدنا عيسى عليه السلام إنزال مائدة من السماء عليهم ليأكلوا منها، وتطمئن بذلك قلوبهم،وأن الله قد تقبل صيامهم، وأجابهم إلى طلبتهم، وأيضاً وتكون لهم عيدا يفطرون عليها يوم فطرهم، وتكون كافية لأولهم وآخرهم، وغنيهم وفقيرهم.
وعظهم عيسى عليه السلام فى ذلك،وأمرهم أن يشكروا النعمة وخاف عليهم ألا يقوموا بشكرها، ولا يؤدوا حق شروطها، فأبوا عليه إلا أن يسأل لهم ذلك من ربه عز وجل، فلما لم يقلعوا عن ذلك، قام إلى مصلاه ولبس مسحا من شعر، وصف بين قدميه، وأطرق رأسه، وأسبل عينيه بالبكاء، وتضرع إلى الله فى الدعاء والسؤال، أن يجابوا إلى ما طلبوا، فأنزل الله عز وجل المائدة من السماء، والناس ينظرون إليها فإذا بها تنحدر بين غمامتين.
وجعلت تدنوا قليلا قليلا وكلما دنت سأل سيدنا عيسى عليه السلام ربه عز وجل أن يجعلها رحمة لا نقمة، وأن يجعلها بركة وسلامة، فلم تزل تدنوا حتى استقرت بين يدي سيدنا عيسى عليه السلام، وهى مغطاة بمنديل فقام سيدنا عيسى عليه السلام بالكشف عنها، وهو يقول: بسم الله خير الرازقين، فإذا المائدة عليها سبعة من الحيتان، وسبعة أرغفة، ويقال: وخل، ويقال: ورمان وثمار، ولها رائحة عظيمة جدا، قال الله لها كوني فكانت، ثم أمرهم بالأكل منها فقالوا: لا نأكل حتى تأكل، فقال: إنكم الذين ابتدأتم السؤال لها، فأبوا أن يأكلوا منها ابتداء.
فأمر الفقراء والمحتاجين والمرضى ، وكانوا حوالي من ألف وثلاثمائة، فأكلوا منها فبرأ كل من به عاهة أو آفة أو مرض مزمن، فندم الناس على ترك الأكل منها لما رأوا من إصلاح حال أولئك، ثم قيل: إنها كانت تنزل كل يوم مرة، فيأكل الناس منها، فيأكل آخرهم كما يأكل أولهم، حتى قيل: إنها كان يأكل منها نحو سبعة آلاف، ثم كانت تنزل يوما بعد يوم، كما كانت ناقة صالح يشربون لبنها يوما بعد يوم،ثم أمر الله سيدنا عيسى عليه السلام أن يقصرها على الفقراء أو والمحتاجين دون الأغنياء، فشق ذلك على كثير من الناس، وتكلم منافقوهم فى ذلك، فرفعت المائدة بالكلية.
ومسخ الذين تكلموا فى ذلك خنازير، وقد روى ابن أبى حاتم، وابن جرير جميعا: حدثنا الحسن بن قزعة الباهلي، حدثنا سفيان بن حبيب، حدثنا سعيد بن أبى عروبة، عن قتادة، عن خلاس، عن عمار بن ياسر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نزلت المائدة من السماء خبز ولحم، وأمروا أن لا يخونوا، ولا يدخروا، ولا يرفعوا لغد، فخانوا وادخروا ورفعوا، فمسخوا قردة وخنازير"ثم رواه ابن جرير، عن بندار، عن ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن خلاس بن عمرو، عن عمار موقوفا، وهذا أصح، وكذا رواه من طريق سماك، عن رجل من بنى عجل، عن عمار موقوفا، وهو الصواب والله أعلم.
خلاس عن عمار منقطع، فلو صح هذا الحديث مرفوعا لكان فيصلا فى هذه القصة، فإن العلماء اختلفوا فى المائدة هل نزلت أم لا؟، فالجمهور أنها نزلت، كما دلت عليه هذه الآثار، كما هو المفهوم من ظاهر سياق القرآن، ولا سيما قوله: "إِنِّى مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ " كما قرره ابن جرير، والله أعلم، وقد روى ابن جرير بإسناد صحيح إلى مجاهد، وإلى الحسن بن أبى الحسن البصري، أنهما قالا: لم تنزل، وأنهم أبوا نزولها حين قال: "فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّى أُعَذِّبُهُ عَذَابا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدا مِنَ الْعَالَمِينَ" ولهذا قيل: إن النصارى لا يعرفون خبر المائدة، وليس مذكورا فى كتابهم، مع أن خبرها مما تتوفر الدواعي على نقله، والله أعلم.
قصة مائدة سيدنا عيسى عليه السلام وردت في سورة المائدة ؛ وقد سُميت سورة المائدة نسبةً إلى مائدة سيدنا عيسى عليه السلام بعد أن دعا ربه مُتضرعًا لإنزال المائدة على قومه كي تصبح لهم عيدًا يوم فطرهم بعد الصيام الذي دام ثلاثين يومًا ، وكانت تلك المائدة معجزة من معجزات الله عزّ وجل في عهد نبيه عيسى عليه السلام ، وفي نهاية المقال أتمنى لكم قراءة ممتعة وأن تكونوا قد استفدتم من هذا المقال،وأسأل الله العظيم أن ينفعنا بالإسلام ويجعلنا من الذين يخدمونه إنه ولي ذلك والقادر عليه،واللهم ثبت قلوبنا على دينك يا الله، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا الله أستغفرك وأتوب إليك..
إذا أتممت القراءة فردد الآتي ولك أجر الذكر ولي أجر التذكير :
١/ سبحان الله.
٢/ الحمدلله.
٣/ الله أكبر.
٤/ لا إله إلا الله.
٥/ سبحان الله وبحمده.
٦/ سبحان الله العظيم.
٧/ لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
٨/ لا حول ولا قوة الا بالله.
٩/ أستغفر الله وأتوب إليه.
١٠ / اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
١١/ استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم واتوب اليه.
١٢/ رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا.
١٢/ سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
١٣/ بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.
١٤/ يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
١٥/ الله ربي ولا أشرك به شيئا.
١٦/ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
المصدر :
Content created and supplied by: أسراءأحمد (via Opera News )
تعليقات
GUEST_4vnAd5wLl
02-04 17:01:21سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
أسراءأحمد
02-04 13:58:46ربرثريزث
GUEST_kJ9vw9lvo
02-05 09:24:15سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم