الزواج هو سنة الله في الأرض ، وهو مرحلة من أهم المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان ، حيث ينتقل من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الإستقرار ، بعد أن أصبح مسئولاً عن بيت وزوجة وأبناء فى المستقبل ، وشرع الله عزّ وجل الزواج بين الرجل والمرأة لحكم عديدة ، منها عفة الزوج لعدم الوقوع فيما حرم الله ، وأيضاً من أجل الحفاظ على النسل البشرى من الإنقراض .

ومن فضل الله على أمة الإسلام ، أنه سبحانه وضع لنا عدة شروط وضوابط لنجاح تلك العلاقة بين الزوج والزوجة ، حيث قال فى كتابه الكريم : (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ، فوجب على كل زوج وزوجه أن يتحلى كلاً منهما بهاتين الصفتين المودة والرحمة لنجاح العلاقة .

نعمة الإنجاب

«المال والبنون» هما زينة الحياة الدنيا كما قال الله تبارك وتعالى فى كتابه الكريم ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا) ، بعد الزواج تأتى المرحلة الثانية التى يبحث عنها كل زوج وزوجة وهى «الإنجاب» ، يهب المولى سبحانه الذرية لمن يشاء من عباده ذكر أو أنثى ، ويمنعها عن من يشاء لحكمه لا يعلمها سوى الله جل جلاله ، كما ذكر فى القرآن الكريم (يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) .

منع الحمل

دائماً ما تحتاج عملية الإنجاب إلى تنظيم حتى لا تتعرض الزوجة إلى أضرار صحية كبيرة ، وتساعد عملية التنظيم إلى إعطاء الطفل المولود فرصة كبيرة لنمو سليم ، وأيضاً التقليل من معدلات الوفيات التى تحدث نتيجة تقارب فترات الحمل والولاده ، وعلى الرغم من أن هناك العديد من وسائل منع الحمل التى أباحها الدين لتنظم عملية الإنجاب ، إلا أن هناك بعض الزوجات يفعلون ما لا يرضى الله فى هذا الأمر ، حينما تستجيب لرغبة زوجها في منع الحمل بشكل نهائي دون داعى لهذا ، من خلال إجراء جراحة تسمى «ربط المبايض» ، والغالبية العظمى من هؤلاء لا يعلمون أن هذا الأمر حراماً شرعاً كما أعلنت دار الإفتاء .

عملية ربط

وتلقت دار الإفتاء سؤال من أحد المواطنين يتضمن : ما حكم الشرع في إجراء عملية ربط المبايض لزوجتي؟ علمًا بأنها ممنوعة من أخذ أي موانع للحمل بسبب مرض السكر وبسبب ورم بالرحم ، وهناك أيضاً خطر من الحمل .

وأجاب فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، على التساؤل، قائلا: «عمليةُ الرَّبْط النِّهائي للرحم إذا كان يترتب عليها عدم الصلاحية للإنجاب مرة أخرى حرامٌ شرعًا إذا لم تدعُ الضرورة إلى ذلك ، أمَّا إذا وُجِدَتْ ضرورة لذلك كأن يخشى على حياة الزوجة من الهلاك إذا ما تَمَّ الحَمْل مستقبلًا أو كان هنالك مرض وراثي يُخشى من انتقاله للجنين فيجوز ربط المبايض .

المصدر هنا

Content created and supplied by: محمودأبوالسعود (via Opera News )