تعلمت في الأزهر الشريف وتتلمذت على أيدي أساتذة أجلاء، كان من بينهم الشيخ السعداوي عبدالرحيم، أستاذ العقيدة والفلسفة، الذي نفتخر به معلمًا ومربيًا فاضلًا. وقد أخبرني معلمي ذات مرة أن الإسلام دينٌ لا يصح فيه التقليد ولا يكون المسلم مسلمًا حقًا إلا باقتناعٍ ويقين لدرجة تؤهله لأن يكون مستعدًا لبذل روحه ونفسه إذا كلفه الأمر ذلك ولا يرتد عن دينه.
أيضًا، تعلمت أن من يرتد عن دينه لم يكن قوي الإيمان وبقاؤه في عديد المسلمين من عدمه لا يغني ولا يفيد، ومسألة الإيمان والكفر مسألة يخير فيها الإنسان وهو محاسب على اختياره فيها. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. وهذه أمورٌ بديهية ومنطقية لا مجال للجدل والتناحر بشأنها. لذلك، أقول إن المرتدة التي ذاع صيتها اليوم بما فعلته حرة فيما تريد وفيما تعتنق، وإن كنا نحزن على أن تهلك نفسك بما فعلت، لكنها حرة ويحق لها أن تعتنق ما تشاء. ولا يغضب مني غاضب ويظن أني فرحٌ بما فعلت أو أشجعها عليه، لكني لا أريد أن ينسب كائنٌ كان نفسه للدين، لأي دينٍ، وهو غير مقتنع به.
لذلك، سواء كان اسمها بسمة أو ابتسام، وسواء كانت كويتية أم أريترية، فإن هذا لا يهمنا ولا يعنينا في شيء وحتى لو افتخرت باعتناق اليهودية، فنحن لن نحزن بارتدادك عن الإسلام والأمر متروك لك وهو بينك وبين ربك، فإن شئت التوبة والعودة فباب الله مفتوحٌ بينك وبينه ولا حاجة لأن تشهري ذلك ثانيةً، ولا حاجة لأن تواصلي بث فيديوهاتك وأفكارك الخاصة بالارتداد وسبب ذلك في الأيام القادمة، لأنك إن فعلت فعندها سنعلم أن غايتك جذب المتابعين، وهذا والله مرضٌ أصاب كثيرين ونسأل الله العفو والعافية.
المصدر
https://www.almasryalyoum.com/news/details/2253646
Content created and supplied by: ِِالمحمودي (via Opera News )
تعليقات