مثل “من شب على شيء شاب عليه”، يُسمع ويتردد كل يوم ، غير أن الناس لا يعتبرون منه، ولعل تربية النشء وتعليمهم وتدريبهم على القيام بالأعمال الصالحة،والأخلاق والسنن الحميدة، هو أكثر مظهر من مظاهر الحياة ينطبق عليه هذا المثل، والنتيجة أن يسعد المرء في دنياه ويأمن شقاءها، وينال رضا ربه في الآخرة لذلك يجب على القوي أن يساعد الضعيف ،وعلى المتعلم أن يعلم الجاهل ، وعلى الغني أن يساعد الفقراء والمحتاجين بأمواله ، وهكذا تكون الحياة أجمل وأروع ، فالأجر دائمًا هو نفس العمل ، لا تنس هذا الأمر على الإطلاق.
كان محمد شابًا في السنوات الأولى يتمتع بجسم رياضي وقدرة بدنية رائعة ،كان يسكن مع والده الحاج ابراهيم، لقد كان رجلاً صالحًا وفعل الكثير من الخير دون أن يتقاضى أجرًا ، وعلم محمد العديد من الصفات الحميدة التي تساعده في حياته وقراراته وأهم ما علمه إياه الرجولة والشهامة ومساعدة المحتاجين عندما يطلبون مساعدته.
مرت الأيام وأصبح محمد رجلاً كما أراد والده ، وذات مرة عاد محمد من عمله ووجد حوله فتاة حاولت مهاجمتها وسرقتها ، وكان الوقت متأخرًا في الليل ، فلم يتردد محمد وذهب لها على الفور لانقاذ الفتاة من يد هؤلاء الناس الوحوش.
وعندما ذهب إليهم محمد وأنقذها من أيديهم ، وإذا اندلع كلام وشتائم حتى اندلع بينهم ضرب بأيديهم ، وكان محمد قد تمكن من اثنين منهم ، لكن الثالث ضربه بحجر على رأسه وسقط على الأرض وكان الدم يسيل منه ، ولم يكن هناك من يساعده وينقذه لأنه فات الأوان والظلام تم احتواء المكان ، فمات محمد.
نعى العم إبراهيم فراقه ، فكان له كبده ، وحزن الجميع على هذا الرجل الشجاع ، وحتى السماء حزنت على هذا البطل ، وسقطت الأمطار على جنازة المرحوم محمد ، وكان مشهده رائعًا كأنه بطل بحرب أكتوبر ، وبعد الدفن عاش الأب في وضع صعب ومرير بسبب انفصال ابنه الوحيد.
بعد ساعات من وفاته حدث شيء غريب، جاء محمد إلى والده في المنام وهو يبكي ويقول: خلصني يا أبي. . أنقذني يا أبي. . فقام الأب بشكل رهيب من نومه ، ولبس ثيابه وتوجه إلى المقبرة على الفور ، وعندما ذهب كان هناك أكبر صدمة له عندما فتح القبر ، لم يكن جسد محمد هناك.
فذهب إلى المسؤل فورًا وظهرت عليه علامات توتر وخوف ، وبعد أن ضغط عليه الحاج إبراهيم اعترف بكل شيء وقال إنه لم يفعل ذلك إلا لحاجته إلى المال ، وقال إن هناك طبيبًا يأخذ جثثهم فور وفاتهم واستخراج جميع أعضائهم منها ثم إعادتهم إلى القبر من دون أن يعلم أحد.
فنهض العم إبراهيم واستدعى الشرطة للحضور على الفور ، ليجدوا مكان هذا الطبيب بعد أن أخبرهم التعليم عنه وذهبوا إليه فورًا ، وتم حفظ جثة محمد قبل أن يفعل الطبيب شيئًا فيها ، واعتقل الطبيب ، وأعيد جثمان محمد إلي المقابر من جديد ، وقال الأب: ما بينك وبين الله حتى تنتهي هكذا؟! . . . رحمك الله يا بني.
Content created and supplied by: Ahmedahmed46 (via Opera News )
تعليقات