الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فيمكن الحديث عن هذا الموضوع، من جهتين: الأولى: من جهة أهميته: للدعاء أهمية كبرى، وثمرات جليلة، وفضائل عظيمة، وأسرار بديعة منها:
1- أن الدعاء طاعة لله وامتثال لأمره عز وجل: قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60]، وقال: {وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}، فالداعي مطيع لله، مستجيب لأمره.
2- السلامة من الكبر: قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} ، قال الإمام الشوكاني في هذه الآية: "والآية الكريمة دلت على أن الدعاء من العبادة، فإنه سبحانه وتعالى أمر عباده أن يدعوه، ثم قال: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي}، فأفاد ذلك أن الدعاء عبادة، وأن ترك دعاء الرب سبحانه استكبار، ولا أقبح من هذا الاستكبار وكيف يستكبر العبد عن دعاء من هو خالق له، ورازقه، وموجده من العدم، وخالق العالم أجمع، ورازقه، ومحييه، ومميته، ومثيبه، ومعاقبه؟! فلا شك أن هذا الاستكبار طرف من الجنون، وشعبة من كفران النعم".
ونحيط حضراتكم علما بشأن توضيح فضيلة الشيخ محمد أبو بكر قصة جاءت في زمن النبي -صلوات ربي عليه-، حيث جاء أن رجلاً في عهد النبي كان يتاجر بين الشام والمدينة، وكان لا يصطحب معه في تجارته أي حرس متوكلاً على الله ومستعيناً بحفظه، وذات مرة بينما كان عائداً من الشام فإذا بلص يتعرض له، وأراد قتله.
ولما قام اللص بقتله، طلب منه الرجل أن يتركه يصلي قبل أن يقتله، فوافق اللص وصلى التاجر أربع ركعات ثم نظر للسماء قائلاً ثلاث مرات: "ياودود ياودود يا ذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعالاً لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك، وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شئ، لا إله إلا أنت، يا مغيث أغثني".
وعندما انتهى الرجل، إذا به بفارس يأتي من بعيد بيده حربة فطعن اللص بها وأرداه قتيلاً، ثم نظر للتاجر وتحدث له موضحاً أنه ملك من ملائكة السماء الثالثة، وأنه لما دعا دعاءه في المرة الأولى سُمِعت لأبواب السماء قعقعة، فقالت الملائكة: "أمر حدث"، ثم لما دعا التاجر الثانية، فتحت أبواب السماء ولها شرر، وهبط أمين الوحي جبريل -عليه السلام- ونادي :"من لهذا المكروب؟" فدعوت الله أن يوليني قتله، وقال الملك للتاجر:"اعلم يا عبدالله أن من دعا بدعائك في كل شدة أغاثه الله وفرج عنه"
وعندما رجع الرجل قص للنبي -صلى الله عليه وسلم- ما حدث معه، فقال له النبي:"لقد لقنك الله أسماءه الحسنى التي إذا دعي بها أجاب، وإذا سئل بها أعطى"
يجب على الانسان التوجه و اللجوء الى الله عز و جل فى كل الاوقات ، لقضاء حوائجة و تيسير اموره ، كذلك عندما يلجأ الطلاب للدعاء اثناء فترة الامتحانات ، فان للدعاء مكانه ساميه عند الله عز و جل ، كما ان الانسان يجد دوائه وراحة قلبه فى الدعاء لله فلا يتملكة ضعف و لا يصيبه يأس ابدا بسبب امانه بالله .
كلما كان العبد اقرب الى ربه كلما استجاب الله لدعائة و حقق له ما يريد ، فان الله رحيم ارحم علينا من الام على طفلها ،فان العبد كلما اشتد كربة لجأ الى الله ، فان الدعاء هو استغاثة الانسان بالله عز وجل ، هي استعانه ضعيف بقوي قادر على تدبير و تيسير كل شئ في حياه الانسان .
إذا اتممت القراءة صل على محمد،،،
المصادر من هنا .
Content created and supplied by: Taher.Omar1 (via Opera News )
تعليقات