لا شك أننا جميعاً نريد أن ندخل الجنة، ولذلك آمنا بالرسل، وبأنه لا إله إلا الله، محمد رسول الله، ونعبد الله، حق عبادته، وندعوا الله في صلاتنا أن يثبتنا على دينه، وأن يخرجنا من هذه الدنيا على خير، وأن يدخلنا الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب، ومما لا شك فيه أننا كلنا نشتاق للجنه، لكن هل تعلم أن الجنة تشتاق للناس، هل تعرف من هم، لذلك في هذا المقال أعرض لكم من، الثلاثة الذين تشتاق لهم الجنة :
الثلاثة الذين تشتاق الجنة إليهم:
١/ علي بن أبي طالب: هو الصحابي علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كِلاب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ابن عمّ النبي -عليه الصلاة والسلام، أمّا والدة علي فهي فاطمة بنت أسد بن عبد مناف من بني هاشم، بنت عمّ أبي الرسول.
، وهو ابن عم النبي محمد صل الله عليه وسلم، وهو أول من أسلم من الشباب، وصدَّق برسالة الرسول صل الله عليه وسلم، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وزوج السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وشهد سيدنا علي ابن أبي طالب، الكثير من المشاهد مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وأبلى فيها جميعها بلاءً حسناً، ولم يسجد سيدنا علي ابن أبي طالب قط لصنم.
يكنّى علي بن أبي رضي الله عنه" بأبي الحسن" ، "وبأبي ترابٍ"؛ وهي كُنيةٌ أطلقها عليه النبي عليه الصلاة والسلام حينما وجده راقداً في المسجد وقد أصاب جسده التراب، بعد أن سقط الرداء عنه، فأخذ النبي يمسح التراب عنه، وهو يردّد: (قُمْ أبَا تُرَابٍ، قُمْ أبَا تُرَابٍ)، وكان سيدنا عليّ ابن أبي طالب رضي الله عنه، حَسن الوجه كأنّه القمر ليلة البدر، ضحوك السِّن، عظيم العينين، كثيف اللحية، أصلع الرأس، ضخم البطن والساقين، وكان ربعةً في الرجال؛ أي ليس بالقصير ولا بالطويل
ففي الصحيحين: "لما خَرَجَ النبي صلى الله عليه وسلم إِلَى تَبُوكَ اسْتَخْلَفَ عَلِيًّا، فَقَالَ: أَتُخَلِّفُنِي فِي الصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ؟ فقَالَ له صلى الله عليه وسلم: أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ إِلَّا أَنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ بَعْدِي"، في الصحيحين:" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: "لأعطين الراية رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله"، وقد دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم له، بقوله: "اللهم ثبت لسانه، وإهدِ قلبه" رواه الإمام أحمد وابن ماجه.
٢/ عمار بن ياسر: هو عمار بن عامر بن مالك المذحجي ثم العنسي أبو اليقظان، أمه سمية مولاة بني مخزوم، وهي واحدة من كبار الصحابيات رضي الله عنها، وعن الصحابيات، كان عمار بن ياسر، واحداً من الذين أعلنوا إسلامهم وهم ستة: أبو بكر، عمار ابن ياسر، ، المقداد بن الأسود، أمه سمية، بلال، صهيب رضي الله عنهم جميعا، وكانت أمه سمية، أول شهيدة في الإسلام، فقد طعنها أبو جهل بحربة في قلبها فقتلت، وقد قال النبي محمد، صلى الله عليه وسلم لآل ياسر وهم يعذبون: "صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة" رواه أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة.
كان عمار ابن ياسر، رجلاً طويلاِ أشهل العينين، ويتسم بالبعد ما بين المنكبين، كما كان أصلع إلا أنه كان هناك شعرات في مقدم رأسه، كان عمار ممن عذب في الله، وهاجر للمدينة المنورة، وشهد غزوة بدر، وغزوة أحد، وغزوة الخندق، كما شهد بيعة الرضوان مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أول من قام ببناء مسجدًا في الإسلام، فعن عبد الرحمن بن عبد الله عن الحكم بن عتيبة قال: (قدم رسول الله المدينة أول ما قدمها ضحى فقال عمار: ما لرسول الله بد أن نجعل له مكانا إذا استظل من قائلته ليستظل فيه ويصلي فيه: فجمع حجارة فبنى مسجد قباء فهو أول مسجد بني وعمار بناه.
٣/ سلمان الفارسي:
إنّه ذلك الصحابي الجليل القادم من بلاد فارس الباحث عن الحق، هو المُكنّى بأبي عبدالله القادم من أصفهان، تنقّل بين المدن بحثاً عن الدين حتّى خدعة قوم وباعوه لرجل يهودي في المدينة المنورة إلى أن ساعده الرسول صلّى الله عليه وسلّم وصحابته رضوان الله عليهم على التحرر، حيث أسلم رضي الله عنه مع قدوم النبي إلى المدينة، غاب سلمان الفارسي عن غزوتي بدر، وأحد بسبب العبودية، ولكنه حضر غزوة الخندق والتي كان له دور كبير فيها بنصر المسلمين، ولّاه الفاروق رضي الله عنه على المدائن، كان من السبّاقين للإسلام من غير العرب، فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (السُّبَّاقُ أربعةٌ أنا سابقُ العربِ وصُهيبٌ سابِقُ الرُّومِ وسلمانُ سابِقُ الفرسِ وبلالٌ سابقُ الحبش).
ثبت في جامع الترمذي رحمه الله من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أنه قَالَ: قَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ذَكَرَ اللَّهُ إِنْ تَوَلَّيْنَا اسْتُبْدِلُوا بِنَا ثُمَّ لَمْ يَكُونُوا أَمْثَالَنَا؟ وَكَانَ سَلْمَانُ بِجَنْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخِذَ سَلْمَانَ وَقَالَ: هَذَا وَأَصْحَابُهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ مَنُوطًا بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِنْ فَارِسَ، صحيح البخاري ، وصحيح مسلم، وكان سلمان رجلًا فارسيًّا من أهل مدينة أصبهان، وكان رجلا حازما لبيبًا من عقلاء الرجال، وروى سلمان الفارسي الكثير من الأحاديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولزمه، كما أنه أحسن صحبته، كان سابق الفرس إلى الإسلام.
وتُعتبر قصة إسلام سلمان الفارسي من القصص المليئة بالعبر والسعي الحقيقي وراء فطرة الإنسان، فكما روى رضي الله عنه أنّه خرج في طلب الدين وتنقّل من كنيسة إلى أُخرى بعد أن ترك دين أجداده المجوسية، حتّى وصل عند رجل في عمورية، فأعلمه أنّه سيخرج نبي في أرض العرب، وأعطاه ثلاث علامات في النبي، فخرج رضي الله عنه باحثاً حتّى وصل إلى المدينة المنورة بعد بيعه لرجل يهودي، وعندما جاء الرسول صلّى الله عليه وسلّم مهاجراً من مكة المكرمة راح سلمان الفارسي يتبعه حتّى تأكد من علامات النبوّة والتي علمها في عمورية، حيث إنّ النبي لا يأكل الصدقة، ويأكل الهدية، وعلى كتفه خاتم النبوّة، فأقبل رضي الله عنه يقبّل الرسول، ويبكي وأعلن إسلامه.
وفي الختام نسأل الله أن يجعلنا ممن يدخلون الجنه بغير حساب ولا سابق عذاب، ونسأله سبحانه وتعالى، أن يثبتنا على طاعته، وأن يجعلنا من عباده الصالحين أنه ولي ذلك، والقادر عليه، سبحانك اللهم، وردد "رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا" وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك.
المصدر :
https://youtu.be/M1mJoP0j6U8
Content created and supplied by: أسراءأحمد (via Opera News )
تعليقات