أسلم عبد الرّحمن بن عوف على يد أبي بكر الصديق، و كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو، وقيل عبد الكعبة، فسماه النبي عبد الرحمن، و كان رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة. وقد وشارك في جميع غزوات الرسول، فشهد غزوة بدر وأحد والخندق وبيعة الرضوان، وكان عمر بن الخطاب يستشيره، وجعله عمر في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده.
وعن قصة إسلامه، وحياته مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال رضي الله عنه أنه سافر إلى اليمن قبل المبعث بسنة، فنزل على شيخ كبير كان يسأله عن مكة وأحوالها، وهل ظهر فيها من خالف دينهم، أو لا. حتى قدمت المرَّة التي بُعث النبيُّ صلّى الله عليه وآله وسلَّم وكان غائب فيها، فلما نزل عليه فقال له: اذكر نسبَك في قريش، فقلت: أنا عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة. قال: حسبُك. قال: ألا أبشِّرك ببشارة، وهي خير لك من التجارة؟ قال: بلى، فأخبره أن الله تعالي قد بعث من قومه نبيًّا. فلما لقي أبا بكر رضي الله عنه، فقال له أنه محمد بن عبد الله؛ فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأعلن إسلامه.
وقد ذكر موقع دار الافتاء المصرية أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه كان يتحدث عن نفسه قائلاً "لقد رأيتُني لو رفعتُ حجرًا لوجدتُ تحته فضة وذهبا" مؤكداً فضل الله عليه. و بدأت قصته عندما هرب من إيذاء المشركين، فاضطُرَّ إلى الهجرة خارج وطنه و استقر حيث استقرَّ رسول الله. وقد روي أنس بن مالك رضي الله عنه أنه بعد أن آخى الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بين عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، وسعد بن الربيع رضي الله عنه، قال سعد لعبد الرحمن: أخي، أنا أكثر أهل المدينة مالًا؛ فانظر شطر مالي فخذه!! ولي زوجتان؛ فانظر أيتهما أعجب لك حتى أطلقها، وتتزوجها..! فقال له عبد الرحمن بن عوف: "بارك الله لك في أهلك ومالك، دلُّوني على السُّوق". وانطلق إلى السوق، واشترى، وباع، وربح؛ حتى صار من أغني أغنياء المسلمين. ويكشف لنا هذا الموقف عن مدى حرصه رضي الله عنه على ألا يكون عالة على غيره رغم كونه في أمس الحاجة للمال؛ لكنه فضل العمل بجد و اجتهاد ولذلك بارك الله له في ماله.
وهكذا أصبح عبد الرحمن بن عوف تاجرًا ثريًا وكريمًا، عاش مناصرًا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محبًّا له ولدينه. ويروي الذهبي في سير أعلام النبلاء أنه كثير التصدق فيذكر أن عبد الرحمن بن عوف قد اعتق ثلاثين ألف بيت، وتصدق بشطر ماله في عهد الرسول، فعن الزهري قال : تصدق ابن عوف على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشطر ماله أربعة آلاف ، ثم تصدق بأربعين ألف دينار ، وحمل على خمسمائة فرس في سبيل الله ، ثم حمل على خمسمائة راحلة في سبيل الله. فهذا الصَّحابي الجليل رضي الله عنه رغم انه كان معروفًا بالثَّراء، إلا أنه لم ينسِي حقوقَ الفقراء، ولم تشغلْه دنياه عن العمل لآخرته.
https://www.dar-alifta.org/AR/Viewstatement.aspx?sec=new&ID=5288
https://www.masrawy.com/islameyat/shakhsiat_hawl_rasul/details/2020/7/17/1833939/%D8%AF%D8%B9%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D9%84%D9%87-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%81%D8%B5%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%BA%D9%86%D9%89-%D8%A3%D8%BA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%88-#sectionListing
Content created and supplied by: seif87 (via Opera News )
تعليقات
GUEST_BOKXlBOVv
02-02 19:35:56شكرا
GUEST_BOKXlBOVv
02-02 19:35:55تم