بقلم: رامي دويدار
"الموت" حقيقة كونية كتبها الله على بني آدم جميعاً على اختلاف ألسنتهم وألوانهم، فهي الحقيقة التي لم ينكرها أحد، وإن شئت قل أن بعض الملحدين والمشككين اختلفوا حول وجود الإله الخالق، لكنهم لم يختلفوا على حتمية الموت.
وقد خلق الله بني آدم من تراب، والجان من مارج من نار، والملائكة من نور، أما الجان فيموتون كالإنس، لكنهم لا يتحللون لأنهم من نار، وأما الملائكة فهم لا يموتون، ولكنهم يعبدون الله تعالى لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، أما بنو آدم فقد كتب على الموت وبعد الموت تدفن أجسادهم في التراب الذي خلقوا منه ولذلك يقول الله تعالى في كتابه الكريم " منها خلقناكم وفيها نعيدكم، ومنها نخرجكم تارة أخرى.
وفي الأرض يبلى جسد الإنسان فينتفخ ثم يتحلل ويذوب في الأرض، ولكن الأحاديث النبوية الصحيحة قال بأن جسد الإنسان جميعه يبلى إلا عظمة واحدة تبقى إلى قيام الساعة لا تبلى تسمي "عظمة العصص" أو "عجب الذنب" وهي عظمة صغيرة توجد في نهاية العمود الفقري، ومنها يبعث الإنسان مرة أخرى للحساب.
ومن الأحاديث النبوية الشريفة الدالة على خروج الإنسان وبعثه من تلك العظمة ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "كل ابن آدم تأكل الأرض إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب" وأخرج الإمام أحمد عن أبي سعيد قوله عليه الصلاة والسلام : " يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عجبَ ذنبه ، قيل : ومثل ما هو يا رسول الله ؟ قال : مثل حبة خردل منه تَنْبُتون".
فسبحان الله الخالق القادر ونسأل الله تعالى أن يحسن ختامنا.
المصدر:
https://el-ma3lomaa.com/2017/03/3agb-elzanb.html
Content created and supplied by: RamyDweedar (via Opera News )
تعليقات