إن القرآن الكريم هو نور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا ، أمرنا الله سبحانه وتعالى بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار ، فهو معجزة الله الخالدة ، ولقد تحدى الله سبحانه وتعالى به الكافرين أن يأتوا بسورة مثله أو حتى آية فلم يستطيعوا .
وفي القرآن الكريم ذكر لكثير من الأمم السابقة ، ومن هذه الأمم من آمن بالله العلي العظيم فكان الجزاء عند الله سبحانه وتعالى جنات النعيم ، ومن هذه الأمم من كفر وجحد نعمة الله سبحانه وتعالى فحق عليهم العذاب الشديد.
فقد ذكر الله تعالى قصة ملكين هما هاروت وماروت فالحق تبارك وتعالى يقول في كتابه العزيز في سورة البقرة: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنْ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾.
حيث جاء في تفسير الآية أن الشياطين كانوا يعلمون الناس السحر حتي انتشر وفشا في زمن سليمان عليه السلام، وزعم الكهنة أن الجن تعلم الغيب، وأن السحر هو علم سليمان، وادعت ذلك اليهود، وقالوا: ما تم ملكه إلا بسحرة الإنس والجن والطير والريح، فرد الله سبحانه عليهم مبرئأً نبيه سليمان من ذلك، وذلك بقوله: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا).
وقد ذكر أن هاروت وماروت رجلين صالحين من بابل ، وفي تفسير آخر هو أنهم من الملائكة لتعليم الناس السحر ابتلاءً من الله و للتمييز بين السحر والمعجزة ولمعرفة الفرق بين كلام الأنبياء عليهم السلام وبين كلام السحرة.
فقد أمر الله سبحانه وتعالى هاروت وماروت أن يعلموا الناس الفرق بين معجزة النبي سليمان عليه السلام وبين السحر، وكانوا لا يعلمون أحد من الناس إلا وكانوا ينصحوه ويقولا له إنما نحن فتنه حتي لايكفروا إشارة منهم انهم مجرد ابتلاء من الله ، فمن تعلم السحر وآمن وعمل به كفر ، ومن تعلَّم ولم يعمل به ثبت على الإيمان.
وفعلا تعلم الناس علم السحر من هاروت وماروت ولكنهم استخدموه في الشر في التفريق بين الزوجين ، ولكن لن يضروا أحداً إلا بإذن الله تعالى ، لان كل شيء لايحدث إلا بمشيئة الله تعالى.
ولقد كانت رسالة هاروت وماروت هي التفريق بين الحق الذي جاء به سليمان وأتم له الله به ملكه ، وبين الباطل الذي جاءت الكهنة به من السحر، ليفرق بين المعجزة والسحر.
ولقد اختار اليهود طريق الكفر و السحر والعمل به في الشر، واستبدلوه بكتاب الله وآياته المنزلة فى القرآن والتوراة ، وبئس ما اشتروا وما بدلوا فقد بدلوا الصدق بالكذب والكفر بالإيمان فبئس ما كانوا يختارون ، ولو أنهم آمنوا واتقوا لكان خيرا لهم.
https://gate.ahram.org.eg/News/2066900.aspx
https://www.elbalad.news/4308867
https://m.youm7.com/story/2019/5/19/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%81%D9%89-%D9%87%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%AA-%D8%B0%D9%83%D8%B1-%D9%85%D8%A7-%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%B3%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%81%D9%89-%D9%82%D8%B5%D8%A9/4245928
Content created and supplied by: [email protected] (via Opera News )
تعليقات
[email protected]
02-06 23:27:08تم