الغضب شيء مُميت، يقضي على كل لحظة جميلة في الحياة لكي يحولها إلى كابوس مخيف نسعى دائمًا للتخلص منه، فبالرغم من عدم إرادتنا أن نغضب إلا أن هذا الشعور يهجم علينا كالوحش المفترس الذي لا نستطيع الابتعاد عنه

لذلك علينا نحن أن نعي ما هي أسباب هذا الغضب للسيطرة عليه، وكيفية السيطرة عليه بطرق عدة حتى نحقق نجاح ملحوظ ونهزم ذاك الوحش.

فالغضب يحدث نتيجة لتعرض الفرد إلى شيء غير مرغوب فيه، أو وجود شخص أساء له، فالغضب جُمْلَتَا ناتج عن كل شيء يمثل مصدر ألم للإنسان.

لذلك كان من وصية النبي محمد صلِّ الله عليه وسلم لأحد الرجال عندما طلب منه أن يوصيه فقال النبي محمد ﷺ: لا تغضب وقررها.

وذلك يدل على أهمية عدم الغضب، وعدم أخذ أي قرار وأنت حاملاً غضبًا بقلبك وعقلك.

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه

(إنما يعرف الحليم ساعة الغضب، ويقول إن أول الغضب جنون، وآخره ندم، ولا يقوم الغضب بذلِّ الاعتذار، وربما كان العطب _أي الهلاك_ في الغضب).

كيف تسيطر على غضبك

هناك طرق يمكن الاستعانة بها لكي نسيطر على الغضب ونصبح أشخاص ذو حكمة وعقل.

١_ذكر الله عز وجل؛ فقال الله تعالى: في سورة فصلت {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.

والنزغ هو الغضب

وحين ذِكر الله ومعرفته ستدرك قوته فلا تغضب من أفعال العباد ولا تستعين بقوتك عليهم لأنك تعلم قوة الله عز وجل.

٢_أن يغير مكانه الذي بوجد فيه؛ أي إذا كان قائم جلس والعكس.

فقال النبي محمد ﷺ

(إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع).

٣_أن تتذكر لحظة الندم بعد الغضب، وذل الاعتذار إن كنت على غير حق بهذا الغضب.

٤_أن تتذكر ثواب العفو والصفح، فقال تعالى: "في سورة الشورى" { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.

٥_أن يتذكر تغير القلوب عليه، فالناس لا تحب الجبار غليظ القول والفعل فقال تعالى: فى "سورة آل عمران" { وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}.

وبذلك ينبغي على الإنسان أن يتذكر وسيط النبي محمد صلِّ الله عليه وسلم بعدم الغضب.

كما ينبغي عليك أن تتذكر وصية الله تعالى بالصفح والعفو وأن هناك باب في الجنة للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس فكفا آجُرًّا من الله عز وجل.

وقال النبي محمد ﷺ

(يحرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس) رواه الترمذي.

العفو والصفح من صفات أهل الجنة وأهل الله وخاصته فكن منهم وبادر بالعفو والصفح ولا ينزغنك الشيطان فتغضب ويسلب منك نعيم الدنيا والآخرة، أحذر فأنت في اختبار وعليك الاختيار.