كان هذا الطفل من أسعد الأطفال فى عصره وربما من أسعد أطفال العالم فقد عاش طفولته ملازما للنبي صلى الله عليه وسلم
اتصف بصفات الكتمان والحرص على الأسرار والأمانة الشديدة التى أهلته بجدارة واستحقاق أن يظفر بلقب صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت له مع النبي صلى الله عليه وسلم مواقف كثيرة فيقول أنس بن مالك رضى الله عنه: خدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما ضربني ضربة، ولا سبني سبة، ولا انتهرني، ولا عبس في وجهي، فكان أول ما أوصاني به أن قال: «يا بني اكتم سري تك مؤمنا» فكانت أمي وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألنني عن سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا أخبرهم به، وما أنا مخبر بسرِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحداً أبدا
ذات يوم انطلقت أمه به وكان عمره عشر سنوات إلى النبي فى المدينة فقالت له يارسول الله أقبل ابنى هذا معك فخذه فليخدمك فقبله الرسول صلى الله عليه وسلم من بين عينيه ودعا له
فمن هو هذا الطفل وما هو السر الذى كان يكتمه ؟!
إنه الصحابي الجليل خادم النبى أنس بن مالك مولى رسول الله وصاحبه ورفيقه
كانت أمه أم سليم من المسارعات للدخول فى الإسلام وبدأت فى تعليم أنس الشهادة وتعاليم الإسلام وقامت رضى الله عنها بغرس الإيمان ومحبة الله عز وجل فى قلب أنس
وعندما ذهب النبي إلى المدينة استقبلته ام سليم وقالت له يارسول الله ما من رجل من الأنصار إلا وقد أتحفك بهدية فإنى قد أتيتك باابنى أنس ليكون خادمك فادع الله لإبنى فقال صلى الله عليه وسلم اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته.
عندما أتت به أمه إلى الرسول ليخدمه أخبرته أنه كاتب وهذه الميزة العظيمة لم تكن متوفرة إلا فى النفر القليل من أصحاب رسول الله مما يدل على فطنة وذكاء أنس
إذ حفظ وفقه وتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قيل إنه فى المرتبة الثالثة بعد ابن عمر وابن هريرة رضى الله عنهما فى كثرة الأحاديث التي حفظها ورواها ولهذا يسمى كاتم سر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أنس بن مالك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا وأرحبهم صدرا و أوفرهم حنانا فقد أمرنى يوم بحاجة فخرجت ، فوجدت صبيانا كانوا يلعبون في السوق فلعبت معهم ولم أذهب إلى ما أمرني به فلما صرت إليهم شعرت بإنسان يقف خلفي ويأخذ بثوبي فالتفت فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم ويقول يا أنيس اذهب إلى حيث أمرتك فارتبكت وقلت نعم إنى ذاهب الآن يارسول الله ويقول والله لقد خدمته عشر سنين فما قال لى لشئ صنعته لما صنعته ولا لشئ تركته لما تركته.
وفي النهاية إذا أتممت القراءة اثبت حضورك بالصلاة على النبي محمد و شاركنا بذكر محبب إلي قلبك لعلها ساعة إجابة
المصادر :
https://gate.ahram.org.eg/News/2400026.aspx
https://www.dar-alifta.org/ar/Viewstatement.aspx?sec=new&ID=6502&%D8%A3%D9%86%D8%B3_%D8%A8%D9%86_%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83
Content created and supplied by: Ahmedahmed46 (via Opera News )
تعليقات