القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالي وهو منزل غير مخلوق ، الذي أنزله على نبيه محمد صل الله عليه وسلم باللفظ والمعنى ، فهو كتاب الإسلام الخالد ، ومعجزته الكبرى ، وهداية للناس أجمعين ، قال تعالى : " كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ "، ولقد تعبدنا الله بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار ، قال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ " ، فيه تقويم للسلوك، وتنظيم للحياة، من استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام له.
فضل سورة الأنفال وأهمية تلاوتها قبل خوض المعارك عبر موقع محتوى, سورة الأنفال سورة مدنية نزل جميع آياتها في المدينة المنورة ما عدا ستة آيات منها فقد نزلت في مكة المكرمة وهذه الآيات المكية تبدأ من الآية الثلاثون وحتى الآية السادسة والثلاثون، سورة الأنفال من المثاني وهي تقع في الجزء العاشر من القرآن الكريم وعدد آياتها خمسة وسبعون اية. نزلت هذه السورة الكريمة على سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم بعد سورة البقرة وتعد السورة الثامنة ضمن المصحف العثماني،
وأهم ما تضمنته هذه السورة العظيمة هي الغنائم والاسري ونزلت هذه السورة بعد انتصار المسلمين على المشركين في غزوة بدر، تابع معنا السطور التالية لمعرفة فضل تلاوة سورة الأنفال وسبب تسميتها بهذا الإسم.
أطلق على اسم سورة الأنفال اسم سورة بدر، كون هذه السورة العظيمة نزلت بعد غزوة بدر اول الغزوات التي غزاها المسلمين، فقد أطلق ابن عباس على سورة الأنفال اسم سورة بدر حيث ركزت هذه السورة على عدد كبير من وقائع هذه الغزوة، كما روي عن البقاعي انه أطلق على هذه السورة اسم سورة الجهاد، حيث كان عدد كفار قريش أضعاف عدد المسلمين المشاركين في هذه الغزوة المباركة، وبالرغم من قلة عددهم إلا أن الله كتب لهم النصر.
ورد في فضل سورة الأنفال العظيمة عدد من الأحاديث النبوية الشريفة وذلك يؤكد أهمية تلاوتها فقد احتوت على عدد من الأمور الهامة والتي تتعلق بالقتال وتقسيم الغنائم التي حصل عليها المسلمون بعد انتصارهم على الكفار في موقعة بدر المباركة، روي عبادة بن الصامت رضي الله عنه وأرضاها أن سورة بدر نزلت في صحابة رسول الله صل الله عليه وآله وسلم المشاركين في غزوة بدر حينما اختلفوا في تقسيم الغنائم..
ويذكر أن سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم أوصي بقراءتها عند لقاء العدو في الجهاد ووقت الحروب والمعارك لما لها من فضل كبير في تهدئة النفوس وإنزال السكينة على قلوب المؤمنين، أمر الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه غلام بقراءة سورة الأنفال على كتائب الجيش قبل خوض معركة القادسية وكان لها فضل كبير في تهدئة روعهم وإنزال السكينة على قلوبهم.
واتخذ الناس قراءتها سنة عن سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم قبل المعارك. تضمنت سورة الأنفال الحكم الشرعي لتوزيع الأنفال، حيث أمر الله عز وجل بأن خمس الأنفال لله ورسوله صل الله عليه وآله وسلم ونزل هذا الحكم الشرعي بعد أن اختلف المسلمين في توزيعها، وهذه القسمة تبين مكانة سيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم عند رب العالمين فهو تشريف من الله عز وجل لسيدنا النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم.
وقراءة القرآن الكريم عامة وتأمل في آياته ومعرفة تأويله وسبب نزول آياته ،من أعظم الطّاعات، وأجلّ القربات، وأشرف العبادات، قال عثمان بن عفان: "لو أنّ قلوبنا طهرت ما شبعنا من كلام ربّنا، وإنّي لَأكره أن يأتي عليَّ يوم لا أنظر في المصحف"، فهو حبل اللّه المتين، والذّكر الحكيم، والصّراط المستقيم، من تركه من جبار قصمه اللّه، ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه اللّه، وحامله من أهل اللّه وخاصّته، فعن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ للّه أهلين من النّاس، قالوا يا رسول اللّه من هم؟ قال: هم أهل القرآن، أهل اللّه وخاصته»
ومن شغله القرآن عن الدّنيا عوّضه اللّه خيرًا ممّا ترك، ومن ليس في قلبه شيء من القرآن كالبيت الخرب، فكم هي البيوت الخربة، والقلوب الخربة التي أدمنت اليوم على الغناء والرّقص و(الفيديو كليب) وغيرها، وهجرت القرآن كلام الرّحمن؟! وأمّا الأجر والثواب للقارئ فالقرآن يشفع لصاحبه وقارئه، وله به في كلّ حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، إلى أضعاف مضاعفة، وتنزل عليه السّكينة، وتغشاه الرّحمة، وتحفّه الملائكة، ويذكره اللّه فيمن عنده، سبحان اللّه! ما أعظمه وأجلّه، أحقًّا يذكر جبّار السموات والأرضين العبدَ الضعيفَ الذي خُلق من ماء مهين؟
هذا والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم.
Content created and supplied by: SalahHarby (via Opera News )
تعليقات