إن القرآن الكريم هو شمس الإسلام الباقية إلى يوم الدين وهو معجزة الله الكبرى ، أنزله على قلب الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه بالحق ليبشر به المؤمنين الذين أطاعوا الله سبحانه وتعالى بجنات عالية قطوفها دانية جزاء بما صبروا وينذر الذين كفروا ويقيم عليهم الحجة .
وقد تعهد المولى عز وجل بحفظ القرآن الكريم ، فيقول المولى جل شأنه : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " وفي القرآن العديد من المعجزات البلاغية والعلمية أيضا وشهد ببلاغته الكفار قبل المؤمنين مما يدل على عظمة هذا الكتاب الخالد .
وقد ذُكر في فضل سورة الكافرون أنّها تبرء من قرأها من الشرك ؛ حيث رُوي أنَّ النَّبيَّ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ -قالَ لِنوفل: «اقرَأ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ثمَّ نَم على خاتِمتِها، فإنَّها براءةٌ مِنَ الشِّركِ »، ومنها قوله - صلى الله عليه وسلم-: «قل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن».
ففي مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اقرأ عند منامك قل يا أيها الكافرون، قال: ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك. وحسنه الأرناؤوط. ورواه أبو داود وصححه الألباني. (والله أعلم) .
كما ذكر الإمام ابن كثير في تفسيره حيث قال: هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون، فقوله تعالى: "قل يا أيها الكافرون" يشمل كل كافر على وجه الأرض، ولكن المواجهين بهذا الخطاب هم كفار قريش.
حيث إنهم من جهلهم دعوا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى عبادة أوثانهم سنة، ويعبدون معبوده سنة، فأنزل الله هذه السورة وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية، فقال: لا أعبد ما تعبدون ، يعني من الأصنام والأنداد، ولا أنتم عابدون ما أعبد. وهو الله وحده لا شريك له، " ما " بمعنى من .
ثم قال: ولا أنا عابد ما عبدتم* ولا أنتم عابدون ما أعبد.. أي ولا أعبد عبادتكم أي لا أسلكها ولا أقتدي بها وإنما أعبد الله على الوجه الذي يحبه ويرضاه، ولهذا قال: ولا أنتم عابدون ما أعبد.
حيث أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد تبرأ منهم في جميع ما هم فيه، فإن العابد لا بد له من معبود يعبده وعبادة يسلكها إليه، فالرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه يعبدون الله بما شرعه، ولهذا كان كلمة الإسلام لا إله إلا الله محمد رسول الله أي لا معبود بحق إلا الله ولا طريق إليه إلا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .
وحيث أن المشركون يعبدون غير الله عبادة لم يأذن بها الله، ولهذا قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: لكم دينكم ولي دين. كما قال تعالى: وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ، وقال: وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ، وقال البخاري يقال: لكم دينكم الكفر ولي دين الإسلام.
https://www.elbalad.news/4595245
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/30123/h
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/98290/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%88%D9%86
Content created and supplied by: [email protected] (via Opera News )
تعليقات
[email protected]
02-18 15:00:47..
[email protected]
02-18 15:00:52الحمدلله